ويتركهم بعد هذا التهديد المرهوب ، ويوجه رسوله الكريم ، إلى قول يقوله لهم . ثم يدعهم من بعده لمصيرهم الذي شهدوا صورته منذ قليل :
( قل : إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين . سبحان رب السماوات والأرض . رب العرش عما يصفون . فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ) . .
لقد كانوا يعبدون الملائكة بزعم أنهم بنات الله . ولو كان لله ولد لكان أحق أحد بعبادته ، وبمعرفة ذلك ، نبي الله ورسوله ، فهو منه قريب ، وهو أسرع إلى طاعة الله وعبادته ، وتوقير ولده إن كان له ولد كما يزعمون ! ولكنه لا يعبد إلا الله . فهذا في ذاته دليل على أن ما يزعمونه من بنوة أحد لله لا أصل له ، ولا سند ولا دليل ! تنزه الله وتعالى عن ذلك الزعم الغريب !
فأنا أول العابدين : المنقادين ، وهو جمع عابد .
81- { قل إن كان للرحمان ولد فأنا أول العابدين } .
لست أخالفكم عن عناد أو كراهية لكم ، ولكن ليقيني بوحدانية الله ، ولو فرضنا جدلا أن له ولدا لكنت أول العابدين له ، المعظمين لهذا الولد ، كما يتقرب الإنسان إلى الملك العظيم بتعظيم ولده ، ولكنه جل وعلا منزه عن الزوجة والولد .
وهذا كما تقول لمن تناظره : إن ثبت ما قلت بالدليل فأنا أول من يعتقده ، وهذا مبالغة في الاستبعاد ، وترقيق في الكلام .
وقال الطبري : هو ملاطفة في الخطاب .
وقال البيضاوي : ولا يلزم من هذا الكلام صحة وجود الولد وعبادته له ، بل المراد نفيهما على أبلغ الوجوه ، وإنكاره للولد ليس للعناد والمراء ، بل لو كان لكان أولى الناس بالاعتراف به ، فإن النبي يكون أعلم بالله ، وبما يصح له وما لا يصح .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.