في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ وَنَعۡلَمُ مَا تُوَسۡوِسُ بِهِۦ نَفۡسُهُۥۖ وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَيۡهِ مِنۡ حَبۡلِ ٱلۡوَرِيدِ} (16)

16

( ولقد خلقنا الإنسان ، ونعلم ما توسوس به نفسه ، ونحن أقرب إليه من حبل الوريد . إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد . ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) . .

إن ابتداء الآية : ( ولقد خلقنا الإنسان ) . . يشير إلى المقتضى الضمني للعبارة . فصانع الآلة أدرى بتركيبها وأسرارها . وهو ليس بخالقها لأنه لم ينشيء مادتها ، ولم يزد على تشكيلها وتركيبها . فكيف بالمنشئ الموجد الخالق ? إن الإنسان خارج من يد الله أصلا ؛ فهو مكشوف الكنه والوصف والسر لخالقه العليم بمصدره ومنشئه وحاله ومصيره . .

( ونعلم ما توسوس به نفسه ) . . وهكذا يجد الإنسان نفسه مكشوفة لا يحجبها ستر ، وكل ما فيها من وساوس خافتة وخافية معلوم لله ، تمهيدا ليوم الحساب الذي ينكره ويجحده !

( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) . . الوريد الذي يجري فيه دمه . وهو تعبير يمثل ويصور القبضة المالكة ، والرقابة المباشرة . وحين يتصور الإنسان هذه الحقيقة لا بد يرتعش ويحاسب . ولو استحضر القلب مدلول هذه العبارة وحدها ما جرؤ على كلمة لا يرضى الله عنها . بل ما جرؤ على هاجسة في الضمير لا تنال القبول . وإنها وحدها لكافية ليعيش بها الإنسان في حذر دائم وخشية دائمة ويقظة لا تغفل عن المحاسبة .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ وَنَعۡلَمُ مَا تُوَسۡوِسُ بِهِۦ نَفۡسُهُۥۖ وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَيۡهِ مِنۡ حَبۡلِ ٱلۡوَرِيدِ} (16)

16

المفردات :

الوسوسة : الصوت الخفي ، ومنه وسواس الحلي ، والمراد بها هنا : حديث النفس ، وما يخطر بالبال من شتى الشئون .

حبل الوريد : عرق كبير في العنق ، وللإنسان وريدان مكتنفان بصفحتي العنق .

التفسير :

16- { ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد } .

تالله لقد خلقنا جنس الإنسان ، أي كل إنسان في هذا الوجود ، من آدم إلى قيام الساعة ، وعلمنا ممتد إلى خارجه وداخله ، فنحن نعلم العلانية ، ونعلم وسوسة النفس وحديثها ، وصوتها الخفي الذي لا يسمعه أحد ، ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ، وهو وتين العنق إذا انقطع مات الإنسان ، أي لا تخفى علينا خافية من أمره ، ونحن أقرب إليه من دمه الذي يجري في عروقه .

وتصور الآية سعة اطلاع علم الله على ما في داخل الإنسان ، وعظيم قربه واطلاعه ، ففي جناب الله رهبة وخوف وعظمة ، وقرب مشاهدة وعظيم إحاطة ، وفيه في نفس الوقت محبة ومودة وحنان وعطف ، ومن رحمة الله وفضله أنه لا يعاقب الإنسان على حديث نفسه حتى يتكلم به أو يعمل به .

أخرج أصحاب الكتب الستة ( البخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجة ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله تعالى تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ، ما لم تتكلم به أو تعمل به )9 .

 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ وَنَعۡلَمُ مَا تُوَسۡوِسُ بِهِۦ نَفۡسُهُۥۖ وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَيۡهِ مِنۡ حَبۡلِ ٱلۡوَرِيدِ} (16)

{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ( 16 ) }

ولقد خلقنا الإنسان ، ونعلم ما تُحَدِّث به نفسه ، ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ( وهو عِرْق في العنق متصل بالقلب ) .