الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ وَنَعۡلَمُ مَا تُوَسۡوِسُ بِهِۦ نَفۡسُهُۥۖ وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَيۡهِ مِنۡ حَبۡلِ ٱلۡوَرِيدِ} (16)

ثم قال : { ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه } [ 16 ] أي : ما تحدثه به نفسه لا تخفى{[64694]} عليه سرائره .

وقيل : هو مخصوص بآدم عليه السلام{[64695]} وما وحرمت به{[64696]} نفسه من أكل الشجرة التي نهي عنها ، ثم هي عامة في جميع الخلق لا يخفى{[64697]} عليه{[64698]} شيء من وسواس{[64699]} أنفسهم إليهم{[64700]} .

ثم قال : { ونحن أقرب إليه من حبل الوريد }/أي : ونحن أقرب إلى الإنسان من فتل{[64701]} العاتق .

وقيل معناه : ونحن أملك{[64702]} به وأقرب إليه{[64703]} .

وقيل معناه : ونحن أقرب إليه في العلم بما توسوس به نفسه من حبل الوريد{[64704]} .

وهنا من الله جل ذكره زجر للإنسان عن إضمار{[64705]} المعصية .

قال الفراء : الوريد : عرق بين الحلقوم والعلباوين{[64706]} .

وقال ابن عباس : " من حبل الوريد " أي : من عرق العنق{[64707]} .

وقال أبو عبيدة : حبل الوريد : حبل العاتق{[64708]} ، والوريد عرق في العنق متصل بالقلب ، وهو نياط القلب ، والوريد{[64709]} والوتين ما في القلب{[64710]} .

قال الأقرع{[64711]} : هو نهر الجسد يمتد من الخنصر أو الإبهام ، فإذا كان في الفخذ أو الساق فهو الساق وإذا كان في البطن فهو الحالب وإذا كان في القلب فهو الأبهر وإذا كان في اليد فهو الأكحل وإذا في العنق فهو الوريد وإذا كان في العين فهو الناظر/وإذا كان في القلب فهو الوتين .


[64694]:ح : "يخفى".
[64695]:ع: "في آدم".
[64696]:ع: "وما وسوسة له" وهو خطأ.
[64697]:ع: "يخفا" وهو خطـأ.
[64698]:ع: "على الله".
[64699]:ع: "وساوس".
[64700]:انظر: تفسير القرطبي 17/8.
[64701]:ع: "حبل"، وهي كذلك في البحر المحيط "فتل العاتق"8/123. وكذا في اللسان مادة "عتق".
[64702]:ح: "أملك".
[64703]:انظر: معاني الأخفش 2/697، وجامع البيان 26/99، وتفسير القرطبي 17/9.
[64704]:انظر: جامع البيان 26/98، وتفسير القرطبي 17/9.
[64705]:ع: "إضمار فعله المعصية".
[64706]:جاء في اللسان: العلباء: ممدود، عصب العنق، قال الأزهري: الغليظ خاصة، وهما علباوان يمينا وشمالا بينهما منبت العنق. وانظر: معاني الفراء 3/76.
[64707]:انظر: جامع البيان 26/99، والدر المنثور 59207.
[64708]:انظر: مجاز أبي عبيدة 2/224، والبحر المحيط بنفس اللفظ 8/123.
[64709]:ساقط من ع.
[64710]:راجع مادة "ورد" في الصحاح 2/550، واللسان 3/909، والقاموس المحيط 1/345.
[64711]:ع: "الأقرى" وهو تحريف.