( 4 ) حبل الوريد : جهاز من الدورة الدموية ، والقصد من التعبير هنا بيان شدة القرب .
{ ونحن أقرب إليه من حبل الوريد }
ولقد رأينا بعض المفسرين يتوقفون عند جملة { ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ] فيؤولونها بأن ذلك بواسطة الملائكة تفاديا من معنى حلول الله أو اتحاده بخلقه سبحانه وتعالى{[2016]} . ولقد تكرر مثل هذا التعبير بالنسبة إلى الله عز وجل كما جاء في آية سورة البقرة هذه : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون186 } وآية سورة سبأ التي فيها أمر الله للنبي بأن يقول : { قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي إنه سميع قريب50 } ولقد روى البخاري ومسلم حديثا عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع أصحابه يرفعون أصواتهم بالتكبير فقال : ( أيها الناس اربعوا على أنفسكم ، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائب ، وإما تدعون سميعا قريبا ، وإن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته ) حيث يتبادر من ذلك والله أعلم : أن المقصود من هذه التعبيرات وأمثالها هو تقرير إحاطة علم الله بخلقه وكون الناس تحت مراقبته التامة استهدافا لجعلهم يرقبونه في كل ما يقدمون عليه من أعمال ويتقونه . وهذا ملموح بقوة في آية سورة المجادلة هذه : { ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم7 } وهو ملموح كذلك بقوة في الآية التي ورد فيها التعبير الذي نحن في صدده . والله تعالى أعلم .
ومن الجدير بالذكر أن شيخ المفسرين القدماء الطبري لم يتوقف عند ما توقف عنده بعض المفسرين المتأخرين من هذه الجملة ، وكل ما قاله : إن بعضهم قال : إن معناها نحن أقرب إليه من حبل وريده بالعلم بما توسوس به نفسه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.