في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱرۡتَدُّواْ عَلَىٰٓ أَدۡبَٰرِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡهُدَى ٱلشَّيۡطَٰنُ سَوَّلَ لَهُمۡ وَأَمۡلَىٰ لَهُمۡ} (25)

16

ويمضي في تصوير حال المنافقين ، وسبب توليهم عن الإيمان بعد إذ شارفوه فيتبين أنه تآمرهم مع اليهود ، ووعدهم لهم بالطاعة فيما يدبرون :

( إن الذين ارتدوا على أدبارهم - من بعد ما تبين لهم الهدى - الشيطان سول لهم وأملى لهم . ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله : سنطيعكم في بعض الأمر . والله يعلم إسرارهم ) . .

والتعبير يرسم معنى رجوعهم عن الهدى بعدما تبين لهم ، في صورة حركة حسية ، حركة الارتداد على الأدبار . ويكشف ما وراءها من وسوسة الشيطان وتزيينه وإغرائه . فإذا ظاهر هذه الحركة وباطنها مكشوفان مفهومان ! وهم المنافقون الذين يتخفون ويتسترون !

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱرۡتَدُّواْ عَلَىٰٓ أَدۡبَٰرِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡهُدَى ٱلشَّيۡطَٰنُ سَوَّلَ لَهُمۡ وَأَمۡلَىٰ لَهُمۡ} (25)

24

المفردات :

سول لهم : سهل لهم وزين لهم .

وأملى لهم : مد لهم في الأماني والآمال .

التفسير :

25- { إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم } .

قيل : إن هذه الآية نزلت في بعض المنافقين ، الذين خالطوا المسلمين وشاهدوا هداية الله لهم ، ثم رجعوا إلى الكفر ، وقيل : نزلت في بعض اليهود ، دخلوا في الإسلام ، وشاهدوا هداية القرآن ، وتوفيق وأمانة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم مرضت قلوبهم وحقدوا وحسدوا الرسول صلى الله عليه وسلم ، فعادوا إلى اليهودية ، وقيل : نزلت في بعض الكفار .

والأولى أن نقول : إن الآية عامة ، وتشمل كل من تنطبق عليهم .

والمعنى :

إن الذين دخلوا في الإسلام ، ثم نكصوا على أعقابهم ، ورجعوا إلى الضلال بعد أن تبين لهم الهدى ، وعادوا إلى الكفر بعد أن شاهدوا نور الإسلام ، وإعجاز القرآن وفضله وبركته وهدايته ، وآدابه وتشريعاته ، هؤلاء وقعوا أسرى لإغراء الشيطان ، ووسوسته لهم بطول الأمد والاغتراف من الملذات ، والمغانم الدنيوية ، فآثروا العاجلة على الباقية ، كما قال تعالى :

{ بل توثرون الحياة الدنيا * والآخرة خير وأبقى } . ( الأعلى : 16 ، 17 ) .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱرۡتَدُّواْ عَلَىٰٓ أَدۡبَٰرِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡهُدَى ٱلشَّيۡطَٰنُ سَوَّلَ لَهُمۡ وَأَمۡلَىٰ لَهُمۡ} (25)

ارتدّوا على أدبارهم : رجعوا إلى الكفر .

سوّل لهم : زين لهم .

وأملَى لهم : مدّ لهم الأماني والآمال .

إن الذين رجعوا إلى الكفر بعد أن ظهر لهم طريق الحق والهداية ، إنما زين لهم الشيطانُ الكفر وأغراهم بالنفاق ، ومد لهم في الآمال الباطلة .

قراءات :

قرأ أبو عمرو : وأُمليَ لهم ، بالبناء للمجهول . وقرأ يعقوب : وأملي لهم ، بضم الهمزة وكسر اللام على الإخبار . والباقون : وأَملَى لهم بفتح الهمزة واللام على أنه فعل ماضٍ .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱرۡتَدُّواْ عَلَىٰٓ أَدۡبَٰرِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡهُدَى ٱلشَّيۡطَٰنُ سَوَّلَ لَهُمۡ وَأَمۡلَىٰ لَهُمۡ} (25)

شرح الكلمات :

{ إن الذين ارتدوا على أدبارهم } : أي رجعوا كافرين بنفاقهم .

{ من بعد ما تبين لهم الهدى } : أو من بعدما تبين لهم صدق الرسول وصحة دينه بالحجج والبراهين .

{ الشيطان سول لهم وأملى لهم } : أي زيّن له الشيطان نفاقهم وأملى لهم أي واعدهم بطول العمر وَمنَّاهم .

المعنى :

وقوله تعالى { إن الذين ارتدوا على أدبارهم } أي رجعوا إلى الكفر بقلوبهم دون ألسنتهم وهم المنافقون من بعد ما تبين لهم الهدى أي صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وصحة دينه الإِسلام هؤلاَء المرتدون الشيطان سوَّل له أي زين لهم ذلك الارتداد وأملى لهم أي واعدهم ممنيّا لهم بطول العمر والبقاء الطويل في الحياة والعيش الطيب الواسع فيها .

الهداية :

من الهداية :

- الارتداد عن الإِسلام كالرجوع عن الطاعة إلى المعصية سببهما تزيين الشيطان للعبد ذلك وإملاؤه له بالتمنيّي والوعد الكاذب .

- من الردة التعاون مع الكافرين على المؤمنين بأي شكل من أشكال التعاون ضد الإِسلام والمسلمين .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱرۡتَدُّواْ عَلَىٰٓ أَدۡبَٰرِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡهُدَى ٱلشَّيۡطَٰنُ سَوَّلَ لَهُمۡ وَأَمۡلَىٰ لَهُمۡ} (25)

{ 25-28 } { إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ * فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ }

يخبر تعالى عن حالة المرتدين عن الهدى والإيمان على أعقابهم إلى الضلال والكفران ، ذلك لا عن دليل دلهم ولا برهان ، وإنما هو تسويل من عدوهم الشيطان وتزيين لهم ، وإملاء منه لهم : { يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا }

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱرۡتَدُّواْ عَلَىٰٓ أَدۡبَٰرِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡهُدَى ٱلشَّيۡطَٰنُ سَوَّلَ لَهُمۡ وَأَمۡلَىٰ لَهُمۡ} (25)

{ إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى } يعني كفار أهل الكتاب كفروا بمحمد ص وهم يعرفونه { الشيطان سول لهم } زين لهم { وأملي لهم } أطال لهم الأمل

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱرۡتَدُّواْ عَلَىٰٓ أَدۡبَٰرِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡهُدَى ٱلشَّيۡطَٰنُ سَوَّلَ لَهُمۡ وَأَمۡلَىٰ لَهُمۡ} (25)

ولما أخبر سبحانه وتعالى بأقفال قلوبهم ، بين منشأ ذلك ، فقال مؤكداً تنبهاً لمن لا يهتم به-{[59764]} على أنه مما ينبغي الاهتمام بالنظر فيه ليخلص الإنسان نفسه منه ، وتكذيباً لمن يقال : إن ذلك حسن : { إن الذين ارتدوا } أي عالجوا نفوسهم في منازعة{[59765]} الفطرة الأولى في الرجوع عن الإسلام ، وهو المراد بقوله : { على أدبارهم } أي من أهل الكتاب وغيرهم ، فقلبوا وجوه الأمور إلى ظهورها ، فوقعوا في الضلال فكفروا .

ولما كان الذي يلامون عليه ترك ما أتاهم به النبي صلى الله عليه وسلم مما أوحاه الله سبحانه إليه من الشريعة ، لا ما في غرائزهم من الملة التي يكفي في الهداية إليها نور العقل ، وكان الذم لاحقاً بهم ولو كان ارتدادهم في أدنى وقت ، أثبت الجار فقال : { من بعد ما تبين } غاية البيان {[59766]}الذي لا خفاء معه بوجه وظهر غاية الظهور{[59767]} { لهم } بالدلائل التي هي من شدة ظهورها غنية عن {[59768]}بيان مبين{[59769]} { الهدى } أي الذي أتاهم به رسولنا صلى الله عليه وسلم .

ولما كانوا قد أحرقوا بذلك أنفسهم وأبعدوها به غاية البعد عن كل خير ، عبر عن المغوي بما يدل على ذلك فقال تعالى{[59770]} : { الشيطان } أي المحترق باللعنة البعيد من الرحمة { سول } أي{[59771]} حسن { لهم } بتزيينه وإغوائه الذي حصل لهم منه استرخاء في عزائمهم وفتور{[59772]} في هممهم فجروا معه في مراده في طول الأمل ، والإكثار من مواقعه الزلل والأماني من جميع الشهوات والعلل ، بعد أن زين لهم سوء العمل{[59773]} ، بتمكين الله له منهم ، {[59774]}وهذا لما علم سبحانه منهم حال الفطرة الأولى{[59775]} { وأملى لهم * } أي أطال في ذلك ووسع بتكرار ذلك عليهم على تعاقب الملوين ومر الجديدين حتى{[59776]} نسوا المواعظ وأعرضوا عن الذكر هذا على قراءة الجماعة بفتح الهمزة واللام ، وأما على قراءة البصريين{[59777]} بضم الهمزة وكسر اللام فالمراد أن الله تعالى هو المملي - أي الممهل - لهم بإطالة العمر وإسباغ النعم ، وتسهيل الأماني والحلم ، عن المعاجلة بالنقم ، حتى اغتروا ، وهي أيضاً{[59778]} موافقة لقوله تعالى

{ سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم {[59779]}إن كيدي متين{[59780]} }[ القلم : 45 ] ، وأما في قراءة أبي عمرو بفتح الياء فهو{[59781]} فعل ماض مبني للمفعول ، ودل على أن المملي هو الله سبحانه وتعالى قراءة يعقوب بإسكان الياء على أنه مضارع همزته للمتكلم .


[59764]:زيد من م ومد.
[59765]:من مد، وفي الأصل و ظ و م: منازعتهم.
[59766]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[59767]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[59768]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: البيان المبين.
[59769]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: البيان المبين.
[59770]:زيد في الأصل: مبينا أن دليلهم، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.
[59771]:زيد في الأصل: زين و، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.
[59772]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: فتورهم.
[59773]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: عملهم.
[59774]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[59775]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[59776]:زيد في الأصل: أنهم، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.
[59777]:راجع نثر المرجان 6/201.
[59778]:سقط من ظ و م ومد.
[59779]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[59780]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[59781]:من مد، وفي الأصل و ظ و م: فهي.