فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱرۡتَدُّواْ عَلَىٰٓ أَدۡبَٰرِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡهُدَى ٱلشَّيۡطَٰنُ سَوَّلَ لَهُمۡ وَأَمۡلَىٰ لَهُمۡ} (25)

{ إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم ( 25 ) } .

إن الذين رجعوا على أعقابهم ، وعادوا إلى غيهم وكفرهم ، من بعد ما ظهر لهم الحق ، ووضح أمامهم طريق الرشد ، زيّن لهم الشيطان وسهّل العودة إلى الضلال والفسق ، والفساد والشرك ، ومدّ لهم في الأمل حتى قسّى قلوبهم ، وأقعدهم عن طيب العمل .

[ زين لهم خطاياهم . . { وأملى لهم } أي مدّ الشيطان في الأمل ووعدهم طول العمر ؛ عن الحسن أيضا . وقال : إن الذي أملى لهم في الأمل ومدّ في آجالهم هو الله عز وجل ؛ قاله الفراء والمفضل ؛ وقال الكلبي ومقاتل : إن معنى { وأملى لهم } أمهلهم ، فعلى هذا يكون الله تعالى أملى لهم بالإمهال في عذابهم ]{[4848]} .


[4848]:ما بين العارضتين نقله القرطبي.