السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱرۡتَدُّواْ عَلَىٰٓ أَدۡبَٰرِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡهُدَى ٱلشَّيۡطَٰنُ سَوَّلَ لَهُمۡ وَأَمۡلَىٰ لَهُمۡ} (25)

ولما أخبر تعالى بأقفال قلوبهم بين منشأ ذلك . فقال تعالى : { إنّ الذين ارتدوا } أي : من أهل الكتاب وغيرهم { على أدبارهم } أي : رجعوا كفارا { من بعدما تبين } أي : غاية البيان { لهم الهدى } أي : بالدلائل التي هي من شدة ظهورها غنية عن بيان مبين { الشيطان سوّل لهم } أي : زين وسهل لهم اقتراف الكبائر { وأملى } أي : ومدّ الشيطان { لهم } في الآمال والأماني بإرادته تعالى فهو المضل لهم وقرأ أبو عمرو : بضم الهمزة وكسر اللام وفتح الياء والباقون : بفتح الهمزة واللام وسكون الألف المنقلبة وأمالها حمزة والكسائي محضة ، وقرأ ورش بالفتح وبين اللفظين ، والباقون بالفتح قال في الكشاف : فإن قلت : من هؤلاء ؟ قلت : اليهود كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم من بعدما تبين لهم الهدى وهو نعته في التوراة وقيل : هم المنافقون .