الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱرۡتَدُّواْ عَلَىٰٓ أَدۡبَٰرِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡهُدَى ٱلشَّيۡطَٰنُ سَوَّلَ لَهُمۡ وَأَمۡلَىٰ لَهُمۡ} (25)

أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله : { إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى } قال : هم أعداء الله أهل الكتاب يعرفون نعت محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه عندهم ويجدونه مكتوباً في التوراة والإِنجيل ، ثم يكفرون به { الشيطان سوّل لهم } قال : زين لهم { ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله } قال : هم المنافقون .

وأخرج ابن المنذر عن ابن جرير رضي الله عنه في قوله { إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى } قال : اليهود ارتدوا عن الهدى بعد أن عرفوا أن محمداً صلى الله عليه وسلم نبي ، { الشيطان سوّل لهم وأملى لهم } قال : أملى الله لهم ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله قال : يهود تقول للمنافقين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا يسرون إليهم إنا { سنطيعكم في بعض الأمر } وكان بعض الأمر أنهم يعلمون أن محمداً نبي وقالوا اليهودية الدين فكان المنافقون يطيعون اليهود بما أمرتهم { والله يعلم إسرارهم } قال : ذلك سر القول { فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم } قال : عند الموت .

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما { إن الذين ارتدوا على أدبارهم . . . إلى إسرارهم } هم أهل النفاق .