الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱرۡتَدُّواْ عَلَىٰٓ أَدۡبَٰرِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡهُدَى ٱلشَّيۡطَٰنُ سَوَّلَ لَهُمۡ وَأَمۡلَىٰ لَهُمۡ} (25)

{ الشيطان سَوَّلَ لَهُمْ } جملة من مبتدأ وخبر وقعت خبراً لأنّ ، كقولك : إنّ زيداً عمرو مرّ به . سوّل لهم : سهل لهم ركوب العظائم ، من السول وهو الاسترخاء ، وقد اشتقه من السؤل من لا علم له بالتصريف والاشتقاق جميعاً { وأملى لَهُمْ } ومدّ لهم في الآمال والأماني . وقرىء : «وأملى لهم » يعني : إنّ الشيطان يغويهم وأنا أنظرهم ، كقوله تعالى : { إنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ } [ آل عمران : 178 ] وقرىء : «وأملى لهم » على البناء للمفعول ، أي : أمهلوا ومدّ في عمرهم . وقرىء : «سوّل لهم » ، ومعناه : كيد الشيطان زين لهم على تقدير حذف المضاف .