الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱرۡتَدُّواْ عَلَىٰٓ أَدۡبَٰرِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡهُدَى ٱلشَّيۡطَٰنُ سَوَّلَ لَهُمۡ وَأَمۡلَىٰ لَهُمۡ} (25)

ثم قال : { إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم } [ 26 ] أي : إن الذين رجعوا القهقري {[63605]} كفارا بالله من بعدما ظهر لهم الحق فآثروا الضلالة على الهدى ، الشيطان سول لهم ذلك وزينه {[63606]} لهم حتى ركبوه {[63607]} ، / وأملى لهم في أعمارهم وأطال لهم {[63608]} ليبلغوا الأجل الذي حد لهم أن يبلغوه .

وقيل معناه : أنه تعالى لم يعالجهم بالعقوبة وأملى {[63609]} لهم/فتركهم على كفرهم ونفقاهم إلى إتيان آجالهم ، ولا يكون في " أملى " يعود على الشيطان البتة في جميع {[63610]} القراءات {[63611]} ، لأنه لا يقدر على أن يمد في عمر أحد ولا ينقص منه ، ولم يسلطه الله على شيء من ذلك ، ولذلك قرأ أبو عمرو " وأملي " على الإخبار عن الله خوفا {[63612]} {[63613]} أن يتوهم متوهم {[63614]} أن الضمير للشيطان {[63615]} .

وقد أجاز الحسن أن يكون {[63616]} الضمير في " أملي " يعود على الشيطان على معنى أنه مد لهم في الأمل ووعدهم طول العمر .

قال قتادة : هم أعداء الله أهل الكتاب يعرفون نعت {[63617]} النبي عليه السلام {[63618]} وأصحابه عندهم في كتبهم {[63619]} ثم يكفرون به {[63620]} .

وقال ابن عباس : عني بذلك أهل النفاق {[63621]} ، وقاله الضحاك {[63622]} .

والوقف الحسن المختار : { سول لهم } لأن الضميرين {[63623]} . في { سول لهم } { وأملى لهم } مختلفان {[63624]} . الأول للشيطان والثاني لله {[63625]} ، فتفرق {[63626]} بينهما بالوقف ، وهو قبول الكسائي والفراء وأبي عبيد وأبي حاتم {[63627]} .


[63605]:ع : "القهري".
[63606]:ع : "وزينت": وهو تحريف.
[63607]:انظر : العمدة 274، وغريب القرآن وتفسيره 162، وتفسير الغريب 411.
[63608]:ح : "وأطال".
[63609]:ح: "وأضل لهم".
[63610]:ع: "القراءة" وهو تحريف.
[63611]:انظر: الكشف 2/278.
[63612]:ح: "خوف".
[63613]:انظر: كتاب السبعة لابن مجاهد 600، والحجة لابن خالويه 667- 668.
[63614]:ساقط من ع.
[63615]:انظر: التيسير لأبي عمرو الداني 201، وإعراب النحاس 4/189.
[63616]:ع : "بأن".
[63617]:ح : "نعمة".
[63618]:ع: "صلى الله عليه وسلم".
[63619]:ح: "كتابه": وهو تحريف.
[63620]:انظر : جامع البيان 26/37، و الدر المنثور 7/503.
[63621]:انظر: الدر المنثور 7/503.
[63622]:انظر: جامع البيان 26/37، وتفسير القرطبي 16/249.
[63623]:ع: "الضمير".
[63624]:انظر : المكتفى 525، والمقصد 80.
[63625]:ع : "لله جل ذكره".
[63626]:ع : "فيفرق".
[63627]:انظر : القطع والإئتناف 627، والمقصد 80ن وتفسير القرطبي 16/249.