بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱرۡتَدُّواْ عَلَىٰٓ أَدۡبَٰرِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡهُدَى ٱلشَّيۡطَٰنُ سَوَّلَ لَهُمۡ وَأَمۡلَىٰ لَهُمۡ} (25)

قوله تعالى : { إِنَّ الذين ارتدوا على أدبارهم } يعني : رجعوا إلى الشرك { مّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهدى } يعني : من بعد ما ظهر لهم الإسلام . قال قتادة : { إِنَّ الذين ارتدوا على أدبارهم } وهم أهل الكتاب عرفوا نعت النبي صلى الله عليه وسلم ، وكفروا به . ويقال : نزلت في المرتدين .

ثم قال عز وجل : { الشيطان سَوَّلَ لَهُمْ } يعني : زين لهم ترك الهدى ، وزين لهم الضلالة . { وأملى لَهُمْ ذلك } قرأ أبو عمرو : { وَأُمْلِى } بضم الألف ، وكسر اللام ، وفتح الياء على معنى فعل ما لم يسم فاعله . والباقون { وأملى } بنصب اللام ، والألف . يعني : أمهل الله لهم ، فلم يعاقبهم حين كذبوا محمداً صلى الله عليه وسلم . ويقال : زين لهم الشيطان ، وأملى لهم الشيطان . يعني : خيل لهم تطويل المدة ، والبقاء . وقرأ يعقوب الحضرمي : { وَأُمْلِى } بضم الألف ، وكسر اللام ، وسكون الياء . ومعناه : أنا أملي يعني : أطول لهم المدة كما قال : { إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمَاً } ثم قال ذلك : يعني : اللعن ، والصمم ، والعمى ، والتزين ، والإملاء .