{ إِنَّ الذين ارتدوا على أدبارهم } أي رجعوا كفاراً كما كانوا . قال قتادة : هم كفار أهل الكتاب كفروا بالنبيّ صلى الله عليه وسلم بعد ما عرفوا نعته عندهم ، وبه قال ابن جرير . وقال الضحاك ، والسديّ : هم المنافقون قعدوا عن القتال ، وهذا أولى لأن السياق في المنافقين : { مّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهدى } بما جاءهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم من المعجزات الظاهرة والدلائل الواضحة { الشيطان سَوَّلَ لَهُمْ } أي زيّن لهم خطاياهم وسهل لهم الوقوع فيها ، وهذه الجملة خبر «إن » ، ومعنى { وأملى لَهُمْ } : أن الشيطان مدّ لهم في الأمل ، ووعدهم طول العمر ، وقيل : إن الذي أملى لهم هو الله عزّ وجلّ على معنى : أنه لم يعاجلهم بالعقوبة .
قرأ الجمهور { أملى } مبنياً للفاعل ، وقرأ أبو عمرو ، وابن أبي إسحاق ، وعيسى بن عمر ، وأبو جعفر ، وشيبة على البناء للمفعول . قيل : وعلى هذه القراءة يكون الفاعل هو الله ، أو الشيطان كالقراءة الأولى ، وقد اختار القول بأن الفاعل الله الفرّاء ، والمفضل ، والأولى اختيار أنه الشيطان لتقدّم ذكره قريباً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.