تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{مَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ ٱللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ لَأٓتٖۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (5)

{ 5-6 } { مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }

يعني : يا أيها المحب لربه ، المشتاق لقربه ولقائه ، المسارع في مرضاته ، أبشر بقرب لقاء الحبيب ، فإنه آت ، وكل آت إنما هو قريب ، فتزود للقائه ، وسر نحوه ، مستصحبا الرجاء ، مؤملا الوصول إليه ، ولكن ، ما كل من يَدَّعِي يُعْطَى بدعواه ، ولا كل من تمنى يعطى ما تمناه ، فإن اللّه سميع للأصوات ، عليم بالنيات ، فمن كان صادقا في ذلك أناله ما يرجو ، ومن كان كاذبا لم تنفعه دعواه ، وهو العليم بمن يصلح لحبه ومن لا يصلح .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{مَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ ٱللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ لَأٓتٖۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (5)

قوله تعالى : " من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت " " يرجو " بمعنى يخاف من قول الهذلي في وصف عسال :

إذا لَسَعَتْهُ النحلُ لم يرجُ لَسْعَهَا{[12396]}

وأجمع أهل التفسير على أن المعنى : من كان يخاف الموت فليعمل عملا صالحا فإنه لا بد أن يأتيه ، ذكره النحاس . قال الزجاج : معنى " يرجو لقاء الله " ثواب الله و " من " في موضع رفع بالابتداء و " كان " في موضع الخبر وهي في موضع جزم بالشرط و " يرجو " في موضع خبر كان والمجازاة " فإن أجل الله لآت " " وهو السميع العليم " .


[12396]:تمام البيت.. * وحالفها في بيت نوب عوامل* وروي: عواسل.