فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{مَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ ٱللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ لَأٓتٖۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (5)

{ مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء الله } أي من كان يطمع ، والرجاء بمعنى : الطمع . قاله سعيد بن جبير . وقيل : الرجاء هنا بمعنى : الخوف . قال القرطبي : وأجمع أهل التفسير على أن المعنى : من كان يخاف الموت ، ومنه قول الهذلي :

* إذا لسعته الدبر لم يرج لسعها *

قال الزجاج : معنى من كان يرجو لقاء الله : من كان يرجو ثواب لقاء الله ، أي : ثواب المصير إليه ، فالرجاء على هذا معناه : الأمل { فَإِنَّ أَجَلَ الله لآتٍ } أي الأجل المضروب للبعث آت لا محالة . قال مقاتل : يعني يوم القيامة ، والمعنى : فليعمل لذلك اليوم كما في قوله : { فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالحا } [ الكهف : 110 ] { ومن } في الآية التي هنا يجوز أن تكون شرطية . والجزاء { فإن أجل الله لآت } ، ويجوز أن تكون موصولة ، ودخلت الفاء في جوابها تشبيهاً لها بالشرطية . وفي الآية من الوعد والوعيد والترهيب والترغيب ما لا يخفى { وَهُوَ السميع } لأقوال عباده { العليم } بما يسرّونه وما يعلنونه .

/خ13