غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{مَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ ٱللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ لَأٓتٖۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (5)

1

قوله { من كان يرجو } أي يأمل { لقاء } جزاء { الله فإن أجل الله لآت } فإن أراد بالأجل الموت ففيه إشارة إلى بقاء النفس بعد فراق البدن ، فلولا البقاء لما حصل اللقاء كقولك : من كان يرجو الخير فإن السلطات واصل . فإِنه لا يفهم منه إلا إيصال الخير بوصوله . ومثله : من كان يرجو لقاء الملك فإن يوم الجمعة قريب . إذا علم أنه يقعد للناس يوم الجمعة . ويحتمل أن يراد بالأجل الوقت المضروب للحشر . وقيل : يرجو بمعنى يخاف من قول الهذلي :

*** إذا لسعته الدبر لم يرج لسعها ***

{ وهو السميع } لأقوال العباد صدقوا أم كذبوا { العليم } بنياتهم وطوياتهم وبسائر أعمالهم فيجازيهم بالمسموع ما لا أذن سمعت ، وبالمرئي ما لا عين رأت وبالنيات ما لا خطر على قلب بشر .

/خ15