تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِن تَتُوبَآ إِلَى ٱللَّهِ فَقَدۡ صَغَتۡ قُلُوبُكُمَاۖ وَإِن تَظَٰهَرَا عَلَيۡهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ مَوۡلَىٰهُ وَجِبۡرِيلُ وَصَٰلِحُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ بَعۡدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ} (4)

[ وقوله : ] { إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا } الخطاب للزوجتين الكريمتين من أزواجه صلى الله عليه وسلم عائشة وحفصة رضي الله عنهما ، كانتا سببًا لتحريم النبي صلى الله عليه وسلم على نفسه ما يحبه ، فعرض الله عليهما التوبة ، وعاتبهما على ذلك ، وأخبرهما أن قلوبهما{[1157]}  قد صغت أي : مالت وانحرفت عما ينبغي لهن ، من الورع والأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم ، واحترامه ، وأن لا يشققن عليه ، { وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ } أي : تعاونا{[1158]}  على ما يشق عليه ، ويستمر هذا الأمر منكن ، { فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ } أي : الجميع أعوان للرسول ، مظاهرون ، ومن كان هؤلاء أعوانه{[1159]}  فهو المنصور ، وغيره ممن يناوئه مخذول{[1160]}  وفي هذا أكبر فضيلة وشرف لسيد المرسلين ، حيث جعل الباري نفسه [ الكريمة ] ، وخواص خلقه ، أعوانًا لهذا الرسول الكريم .

وهذا فيه من التحذير للزوجتين الكريمتين ما لا يخفى ،


[1157]:- في ب: أن قلوبكما.
[1158]:- في ب: تتعاونا.
[1159]:- في ب: أنصاره.
[1160]:- في ب: وغيره أن يناوئه فهو مخذول.
 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{إِن تَتُوبَآ إِلَى ٱللَّهِ فَقَدۡ صَغَتۡ قُلُوبُكُمَاۖ وَإِن تَظَٰهَرَا عَلَيۡهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ مَوۡلَىٰهُ وَجِبۡرِيلُ وَصَٰلِحُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ بَعۡدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ} (4)

ثم وجه - سبحانه - بعد ذلك خطابه إلى حفصة وعائشة ، فأمرهما بالتوبة عما صدر منهما .

فقال : { إِن تَتُوبَآ إِلَى الله فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا } .

ولفظ { صَغَتْ } بمعنى مالت وانحرفت عن الواجب عليهما . يقال صغا فلان يصغو ويصغى صغوا ، إذا مال نحو شىء معين . ويقال : صغت : الشمس ، إذا مالت نحو الغروب ، ومنه قوله - تعالى - : { ولتصغى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بالآخرة } وجواب الشرط محذوف ، والتقدير : إن تتوبا إلى الله ، فلتوبتكما موجب أو سبب ، فقد مالت قلوبكما عن الحق ، وانحرفت عما يجب عليكما نحو الرسول - صلى الله عليه وسلم - من كتمان لسره ، ومن حرص على راحته ، ومن احترام لكل تصرف من تصرفاته .

. . وجاء الخطاب لهما على سبيل الالتفات من الغيبة إلى الخطاب ، مبالغة فى المعاتبة ، فإن المبالغ فى ذلك يوجه الخطاب إلى من يريد معاتبته مباشرة .

وقال - سبحانه - { فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا } بصيغة الجمع للقلوب ، ولم يقل قلبا كما بالتثنية ، لكراهة اجتماع تثنيتين فيما هو كالكلمة الواحدة ، مع ظهور المراد ، وأمن اللبس .

ثم ساق - سبحانه - ما هو أشد فى التحذير والتأديب فقال : { إِن تَتُوبَآ إِلَى الله فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ } .

وقوله { تَظَاهَرَا } أصله تتظاهرا فحذفت إحدى التاءين تخفيفا . والمراد بالتظاهر : التعاون والتآزر ، يقال : ظاهر فلان فلانا إذا أعانه على ما يريده ، وأصله من الظهر ، لأن من يعين غيره فكأنه يشد ظهره ، ويقوى أمره

قال - تعالى - : { إِلاَّ الذين عَاهَدتُّم مِّنَ المشركين ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَداً فأتموا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إلى مُدَّتِهِمْ } وجواب الشرط - أيضا - محذوف - أى : وإن تتعاونا عليه بما يزعجه ، ويغضبه ، من الإفراط فى الغيرة ، وإفشاء سره . فلا يعدم ناصرا ولا معينا بل سيجد الناصر الذى ينصره عليكما ، فإن الله - تعالى - { هُوَ مَوْلاَهُ } أى : ناصره ومعينه { وَجِبْرِيلُ } كذلك ناصره ومعينه عليكما .

{ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ } أى : وكذلك الصالحون من المؤمنين من أنصاره وأعوانه .

{ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ } أى : والملائكة بعد نصر الله - تعالى - له ، وبعد نصر جبريل وصالح المؤمنين له ، مؤيدونه ومناصرونه وواقفون فى صفه ضدكما .

وفى هذه الآية الكريمة أقوى ألوان النصر والتأييد للرسول - صلى الله عليه وسلم - وأسمى ما يتصوره الإنسان من تكريم الله - تعالى - لنبيه - صلى الله عليه وسلم - ومن غيرته - عز وجل - عليه ، ومن دفاعه عنه - صلى الله عليه وسلم - .

وفيها تعريض بأن من يحاول إغضاب الرسول - صلى الله عليه وسلم - فإن لا يكون من صالح المؤمنين .

وقوله : { وَجِبْرِيلُ } مبتدأ ، وقوله : { وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ } معطوف عليه .

وقوله : { بَعْدَ ذَلِكَ } متعلق بقوله { ظَهِيرٌ } الذى هو خبر عن الجميع .

وقد جاء بلفظ المفرد ، لأن صيغة فعيل يستوى فيها الواحد وغيره . فكأنه - تعالى - قال : الجمع بعد ذلك مظاهرون له ، واختير الإفراد للإشعار بأنهم جميعا كالشىء الواحد فى تأييده ونصرته ، وبأنهم يد واحدة على من يعاديه .

قال صاحب الكشاف : فإن قلت : قوله : { بَعْدَ ذَلِكَ } تعظيم للملائكة ومظاهرتهم ، وقد تقدمت نصرة الله وجبريل وصالح المؤمنين ، ونصرة الله - تعالى - أعظم وأعظم ؟

قلت : مظاهرة الملائكة من جملة نصرة الله ، فكأنه فضل نصرته - تعالى - بهم وبمظاهرتهم على غيرها من وجوه نصرته ، لفضلهم . . " .

وخص جبريل بالذكر مع أنه من الملائكة ، للتنويه بمزيد فضله ، فهو أمين الوحى ، والمبلغ عن الله - تعالى - إلى رسله .

هذا ، ومما يدل على أن الخطاب فى قوله - تعالى - : { إِن تَتُوبَآ إِلَى الله } ، لحفصة وعائشة ، ما أخرجه الشيخان وغيرهما عن ابن عباس أنه قال : لم أزل حريصا على أن أسأل عمر عن المرأتين من أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اللتين قال الله - تعالى - فيهما : { إِن تَتُوبَآ إِلَى الله فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا } .

فلما كان ببعض الطريق . . . قلت : يا أمير المؤمنين ، من المرأتان من أزواج النبى - صلى الله عليه وسلم - اللتان قال الله تعالى - فيهما : { إِن تَتُوبَآ إِلَى الله فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا } .

فقال عمر : واعجبا لك يا ابن عباس . . . هما حفصة وعائشة .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِن تَتُوبَآ إِلَى ٱللَّهِ فَقَدۡ صَغَتۡ قُلُوبُكُمَاۖ وَإِن تَظَٰهَرَا عَلَيۡهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ مَوۡلَىٰهُ وَجِبۡرِيلُ وَصَٰلِحُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ بَعۡدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ} (4)

ويتغير السياق من الحكاية عن حادث وقع إلى مواجهة وخطاب للمرأتين كأن الأمر حاضر :

( إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما . وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير ) . .

وحين نتجاوز صدر الخطاب ، ودعوتهما إلى التوبة لتعود قلوبهما فتميل إلى الله ، فقد بعدت عنه بما كان منها . . حين نتجاوز هذه الدعوة إلى التوبة نجد حملة ضخمة هائلة وتهديدا رعيبا مخيفا . .

ومن هذه الحملة الضخمة الهائلة ندرك عمق الحادث وأثره في قلب رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] حتى احتاج الأمر إلى إعلان موالاة الله وجبريل وصالح المؤمنين . والملائكة بعد ذلك ظهير ! ليطيب خاطر الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] ويحس بالطمأنينة والراحة من ذلك الأمر الخطير !

ولا بد أن الموقف في حس رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] وفي محيطه كان من الضخامة والعمق والتأثير إلى الحد الذي يتناسب مع هذه الحملة . ولعلنا ندرك حقيقته من هذا النص ومما جاء في الرواية على لسان الأنصاري صاحب عمر - رضي الله عنهما - وهو يسأله : جاءت غسان ? فيقول لا بل أعظم من ذلك وأطول . وغسان هي الدولة العربية الموالية للروم في الشام على حافة الجزيرة ، وهجومها إذ ذاك أمر خطير . ولكن الأمر الآخر في نفوس المسلمين كان أعظم وأطول ! فقد كانوا يرون أن استقرار هذا القلب الكبير ، وسلام هذا البيت الكريم أكبر من كل شأن . وأن اضطرابه وقلقه أخطر على الجماعة المسلمة من هجوم غسان عملاء الروم ! وهو تقدير يوحي بشتى الدلالات على نظرة أولئك الناس للأمور . وهو تقدير يلتقي بتقدير السماء للأمر ، فهو إذن صحيح قويم عميق .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِن تَتُوبَآ إِلَى ٱللَّهِ فَقَدۡ صَغَتۡ قُلُوبُكُمَاۖ وَإِن تَظَٰهَرَا عَلَيۡهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ مَوۡلَىٰهُ وَجِبۡرِيلُ وَصَٰلِحُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ بَعۡدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ} (4)

المخاطبة بقوله تعالى : { إن تتوبا } هي لحفصة وعائشة ، وفي حديث البخاري وغيره عن ابن عباس قال : قلت لعمر بن الخطاب : مَن اللتان تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال حفصة وعائشة ، وقوله تعالى : { صغت قلوبكما } ، معناه مالت أي عن المعدلة والصواب ، والصغا : الميل ، ومنه صياغة الرجل وهم حواشيه الذين يميلون إليه ، ومنه أصغى إليه بسمعه ، وأصغى الإناء ، وفي قراءة عبد الله بن مسعود «فقد زاغت قلوبكما » ، والزيغ الميل وعرفه في خلاف الحق ، قال مجاهد : كما نرى صغت شيئاً هيناً حتى سمعنا قراءة ابن مسعود : «زاغت » ، وجمع القلوب من حيث الإنسان جمع ومن حيث لا لبس في اللفظ ، وهذا نظير قول الشاعر [ حطام المجاشعي ] : [ الرجز ]

ظهراهما مثل ظهور الترسين***{[11187]}

ومعنى الآية ، إن تبتما فقد كان منكما ما ينبغي أن يتاب منه ، وهذا الجواب الذي للشرط هو متقدم في المعنى ، وإنما ترتب جواباً في اللفظ ، { وإن تظاهرا } معناه : تتعاونا ، وقرأ جمهور الناس والسبعة «تظاهرا » وأصله تتظاهرا ، فأدغمت التاء في الظاء بعد البدل ، وقرأ عكرمة مولى ابن عباس : «إن تتظاهرا » بتاءين على الأصل ، وقرأ نافع بخلاف عنه وعاصم وطلحة وأبو رجاء والحسن : «تظهرا » بتخفيف الظاء على حذف التاء الواحدة ، وروي عن ابن عمر أنه قرأ : «تظّهّرا » بشد الظاء والهاء دون ألف ، والمولى : الناصر المعين ، وقوله { وجبريل وصالح المؤمنين } يحتمل أن يكون عطفاً على اسم الله تعالى في قوله : { هو } ، فيكون { جبريل وصالح المؤمنين } في الولاية ، ويحتمل أن يكون { جبريل } رفعاً بالابتداء ، وما بعده عطف عليه ، و { ظهير } الخبر فيكون حينئذ من الظهراء لا في الولاية ويختص بأنه مولى الله تعالى ، واختلف الناس في { صالح المؤمنين } ، فقال الطبري وغيره من العلماء : ذلك على العموم ، ويدخل في ذلك كل صالح ، وقال الضحاك وابن جبير وعكرمة : المراد أبو بكر وعمر . ورواه ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم{[11188]} ، وقال مجاهد نحوه ، وقال أيضاً : وعلي ، وروى علي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { صالح المؤمنين } ، علي بن أبي طالب ){[11189]} ذكره الثعلبي . وقال قتادة والعلاء بن زياد وغيره : هم الأنبياء ، وإنما يترتب ذلك بأن تكون مظاهرتهم أنهم قدوة وأسوة فهم عون بهذا ، وقوله تعالى : { وصالح } يحتمل أن يكون اسم جنس مفرداً ، ويحتمل أن يريد «وصالحو » فحذفت الواو في خط المصحف ، كما حذفوها في قوله : { سندع الزبانية }{[11190]} [ العلق : 18 ] وغير ذلك . ويروى عن أنس بن مالك أن عمر بن الخطاب قال للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ، لا تكترث بأمر نسائك والله معك وجبريل معك ولو بكر معك ، وأنا معك .

فنزلت الآية موافقة نحو أمر قول عمر{[11191]} .


[11187]:هذا البيت من رجز الشاعر الإسلامي الخطام المجاشعي، يقول: ومهمه قذفين مرتين ظهراهما مثل ظهور التُّرسين والمهمه: القفر المخوف، والقذف- بفتح القاف والذال وقد تكونان بالضم- هو البعيد من الأرض، وفي رواية فدفين، والفدفد: الأرض المستوية، والمرت- بفتح الميم وسكون الراء بعدهما تاء- هو الأرض التي لا ماء فيها ولا نبات، والظهر: ما ارتفع من الأرض، وهو يستشهد بالبيت على جواز معاملة المثنى على أنه جمع، والعرب يقولون: أقل الجمع اثنان؟ لأن التثنية جمع شيء إلى مثله، قال سيبويه: سألت الخليل عن قوله"ما أحسن وجوههما"؟ فقال: الاثنان جماعة، وعلى هذا جاء قوله تعالى:{والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما}، وقال الزجاج نقلا عن بعض النحويين: إنما جُعلت تثنية ما في الإنسان منه واحد. جمعا؛ لأن أكثر أعضائه فيه منها اثنان، فحمل ما كان فيه الواحد على مثال ذلك.
[11188]:أخرجه ابن عساكر عن ابن مسعود رضي الله عنه، وأخرج مثله الطبراني في الأوسط، وابن مردويه، عن ابن عمر، وابن عباس رضي الله عنهم.(الدر المنثور).
[11189]:أخرجه ابن أبي حاتم بسند ضعيف عن علي رضي الله عنه، وأخرج مثله ابن مردويه عن أسماء بنت عُميس.(الدر المنثور).
[11190]:الآية (18) من سورة (العلق).
[11191]:رواه البخاري، عن أنس رضي الله عنه، كذلك رواه ابن أبي حاتم عنه.(الدر المنثور).