{ إن تتوبا } الخطاب لعائشة وحفصة على طريقة الالتفات ليكون أبلغ في معاتبتهما ، وجواب الشرط محذوف أي أن تتوبا { إلى الله } فهو الواجب ودل على المحذوف قوله : { فقد صغت قلوبكما } أي زاغت وأثمت ومالت عن الواجب في مخالصة رسول الله صلى الله عليه وسلم من حب ما يحبه ، وكراهة ما يكرهه ، ووجد منكما ما يوجب التوبة ، وهو أنهما أحبتا ما كره رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو إفشاء الحديث ، وقيل : المعنى فقد مالت قلوبكما إلى التوبة ، وقال : { قلوبكما } ولم يقل قلباكما لأن العرب تستكره الجمع بين تثنيتين في لفظ واحد ، ومجموع المضاف والمضاف إليه كالشيء الواحد من تمام العلقة والنسبة بينهما .
{ وإن تظاهرا عليه } قرأ الجمهور بحذف إحدى التاءين ، وقرئ على الأصل ، وقرئ تظهر بتشديد الظاء والهاء بدون ألف ، وهي سبعية والمراد بالتظاهر التعاضد والتعاون ، والمعنى وإن تعاضدا وتعاونا بما يسوءه من الإفراط في الغيرة وإفشاء سره وقيل : كان التظاهر بين عائشة وحفصة في التحكم على النبي صلى الله عليه وسلم في النفقة .
{ فإن الله هو } ضمير متصل منفصل { مولاه } تعليل لجواب الشرط المحذوف تقديره فلا يعدم ناصرا ولا معينا ، فإن الله يتولى نصره بذاته { و } كذلك { جبريل } أيضا وليه { وصالح المؤمنين } أي من صلح من عباده المؤمنين وقيل : من بريء من النفاق ، وقيل : الصحابة ، وقيل : واحد أريد به الجمع وقيل : أصله صالحو المؤمنين فحذفت الواو من الحظ موافقة للفظ قال بريدة : أبو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما وعن ابن مسعود مثله .
" وعن أبي أمامة مرفوعا مثله " أخرجه الحاكم ،
" وعن علي بسند ضعيف قال : هو علي بن أبي طالب كرم الله وجهه " .
" وعن أسماء بنت عميس قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : وصالح المؤمنين علي بن أبي طالب " أخرجه ابن مردويه .
{ والملائكة } على تكاثر عددهم { بعد ذلك } أي بعد نصر الله والمذكورين { ظهير } أي أعوان يظاهرونه ، قال أبو علي الفارسي : قد جاء فعيل للكثرة كقوله : { ولا يسأل حميم حميما } ، قال الواحدي : وهذا من الواحد الذي يؤدي عن معنى الجمع كقوله : { وحسن أولئك رفيقا } وقد تقرر في علم النحو أن مثل جريح وصبور وظهير يوصف به الواحد والمثنى والجمع ، وإنما عدل عن عطف المفرد إلى عطف الجملة ليؤذن بالفرق فإن نصرة الله هي النصرة في الحقيقة ، وأنه تعالى إنما ضم إليها المظاهرة بجبريل وبصالح المؤمنين وبالملائكة للتتميم ، تطبيبا لقلوب المؤمنين ، وتوقيرا للنبي الرسول وإظهارا للآيات البينات ، كما في يوم بدر وحنين . قال تعالى : { وما جعله الله إلا بشرى لكم ، ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.