{ إِن تَتُوبَا إِلَى الله فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا } الخطاب لعائشة وحفصة : أي إن تتوبا إلى الله فقد وجد منكما ما يوجب التوبة ، ومعنى { صَغَتْ } : عدلت ومالت عن الحقّ ، وهو أنهما أحبتا ما كره رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو إفشاء الحديث . وقيل المعنى : إن تتوبا إلى الله فقد مالت قلوبكما إلى التوبة ، وقال : { قلوبكما } ولم يقل «قلباكما » ، لأن العرب تستكره الجمع بين تثنيتين في لفظ واحد { وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ } أي تتظاهرا ، قرأ الجمهور ( تظاهرا ) بحذف إحدى التاءين تخفيفاً . وقرأ عكرمة : ( تتظاهرا ) على الأصل . وقرأ الحسن وأبو رجاء ونافع وعاصم في رواية عنهما : ( تَظَّهَّرَا ) بتشديد الظاء والهاء بدون ألف ، والمراد بالتظاهر التعاضد والتعاون ، والمعنى : وإن تعاضدا وتعاونا في الغيرة عليه منكما وإفشاء سرّه { فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مولاه وَجِبْرِيلُ وصالح الْمُؤْمِنِينَ } أي فإن الله يتولى نصره ، وكذلك جبريل ومن صلح من عباده المؤمنين ، فلن يعدم ناصراً ينصره { وَالْمَلَاِئكَةُ بَعْدَ ذلك } أي بعد نصر الله له ونصر جبريل وصالح المؤمنين { ظَهِير } أي أعوان يظاهرونه ، والملائكة مبتدأ وخبره ظهير . قال أبو عليّ الفارسي : قد جاء فعيل للكثرة كقوله : { وَلاَ يَسْألُ حَمِيمٌ حَمِيماً } [ المعارج : 10 ] قال الواحدي : وهذا من الواحد الذي يؤدّي عن الجمع كقوله : { وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً } [ النساء : 69 ] وقد تقرّر في علم النحو أن مثل جريح وصبور وظهير يوصف به الواحد والمثنى والجمع . وقيل : كان التظاهر بين عائشة وحفصة في التحكم على النبيّ صلى الله عليه وسلم في النفقة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.