الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِن تَتُوبَآ إِلَى ٱللَّهِ فَقَدۡ صَغَتۡ قُلُوبُكُمَاۖ وَإِن تَظَٰهَرَا عَلَيۡهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ مَوۡلَىٰهُ وَجِبۡرِيلُ وَصَٰلِحُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ بَعۡدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ} (4)

- ثم قال تعالى : ( إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما . . . )[ 4 ] .

[ أي : إن تتوبا إلى الله مما فعلتما {[69130]} فقد مالت قلوبكما إلى ما كرهه رسول الله صلى الله عليه وسلم ] {[69131]} من تحريمه {[69132]} جاريته على نفسه {[69133]} .

قال ابن عباس ( صغت قلوبكما ) : زاغت ، أي : أثمت {[69134]} .

قال مجاهد : " كنا نرى أن قوله : ( فقد صغت قلوبكما ) شي {[69135]}ء ( هين ) {[69136]} حتى سمعت قراءة ابن مسعود : فقد زاغت قلوبكما " {[69137]} .

ثم قال تعالى : ( وإن تظاهرا عليه . . . )[ 4 ] .

يعني حفصة وعائشة ، أي : وإن تتعاونا على النبي {[69138]} .

- ( فإن الله هو مولاه . . . ) {[69139]} .

أي : وليه وناصره عليكما وعلى كل ( من ) {[69140]} بغاه بسوء ، وجبريل أيضا وليه وصالح المؤمنين أيضا أولياؤه ، يعني {[69141]} خياره {[69142]} .

وقال الضحاك وغيره : " هم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما " {[69143]} .

فيجب أن يكون أصل ( وصالح المؤمنين ) على هذين القولين بالواو {[69144]} ، وحذفت من الخط على اللفظ {[69145]} .

وقال مجاهد : ( وصالح المومنين ) عمر {[69146]} ، وعنه : هو علي {[69147]} ، فيكون لا أصل للواو فيه {[69148]} .

وقال قتادة : ( وصالح المونين ) : الأنبياء . فيكون أيضا أصله الواو . وهو قول أبي سفيان {[69149]} .

وقد ذهب أبو حاتم {[69150]} إلى [ أن ] {[69151]} الوقف ( وصالحو ) {[69152]} بالواو مثل ( سندع ) {[69153]} ( ويدع الانسان ) {[69154]} . وفي هذه مخالفة للسواد .

والأحسن ألا يوقف عليه ، فإن وقف عليه[ واقف ] {[69155]} ( وقف ) {[69156]} بغير واو ، على قول مجاهد أنه عمر أو علي رضي الله عنهما فيتم له موافقة المعنى وموافقة الخط .

وكان الطبري يقول إن ( وصالح المومنين ) {[69157]} اسم " للجنس : كقوله : ( إن الانسان لفي خسر ) {[69158]} ونظير {[69159]} ذلك قول الرجل : لا يقربني إلا قارئ القرآن . فهو بلفظ الواحد ومعناه الجنس ، فكذلك هذا {[69160]} ، فيكون الوقف أيضا بغير واو لتباعا للخط والمعنى .

- ثم قال : ( والملائكة بعد ذلك ظهير )[ 4 ] .

أي : والملائكة مع جبريل وصالح المؤمنين عوين على نصرة محمد . " وظهير " لفظ واحد ، ومعناه جمع . ولو أتى على اللفظ لقال : " ظُهَِرا " {[69161]} .


[69130]:- ث: فعلتها.
[69131]:- ما بين معقوفتين[ أي- وسلم] ساقط من م.
[69132]:- أ: تحريم.
[69133]:- انظر: الغريب لابن قتيبة, ص: 472, جامع البيان 28/161.
[69134]:- انظر: جامع البيان:28/161 وأخرج عن الضحاك وسفيان:" زاغت".
[69135]:- أ: هو شيء.
[69136]:- ساقط من أ. وفي ث: بشيء مبين.
[69137]:- جامع البيان28/161 وتفسير مجاهد ص:665 وزاد المسير 8/310. وهي قراءة علي رضي الله عنه والأعمش في المختصر لابن خالويه 158.
[69138]:- انظر: معاني الفراء:3/166 والغريب لابن قتيبة: 472, وجامع البيان: 28/161-162.
[69139]:- تمام العبارة القرآنية:( ...مولاه وجبريل وصالح المومنين...)[4].
[69140]:- ساقط من ث.
[69141]:- ث: أي يعني.
[69142]:- انظر: معاني الفراء:3/166 والغريب لابن قتيبة: 472, وجامع البيان: 28/161-162.
[69143]:- جامع البيان:28/163 وأخرجه, ص: 162, أيضا مجاهد. وحكاه في زاد المسير: 8/310 عن ابن مسعود وعكرمة أيضا. ورواه القرطبي في تفسيره:18/192 عن عبد اله يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. حكاه ابن كثير في تفسيره: 4/415 عن سعيد بن جبير ومقاتل أيضا.
[69144]:- ث: الواو.
[69145]:- انظر: المقنع للداني: 42 وفيه:" اتفقت المصاحف على حذف الواو من قوله في التحريم( وصالح المومنين) وهو واحد يؤدي عن جمع:أ. بتصرف.
[69146]:- انظر: زاد المسير 8/310, وحكاه عن ابن جبير أيضا كما في تفسير القرطبي 18/192.
[69147]:- انظر: تفسير ابن كثير:4/415, ورواه القرطبي في تفسيره: 18/192 عن أسماء بنت عميس عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[69148]:- أ: الأصل لا واو فيه. وهو صحيح أيضا. ث: لا أصل الواو فيه.
[69149]:- انظر: جامع البيان: 28/163, وزاد المسير: 8/311, وحكاه أيضا عن العلاء بن زياد العدوي. والدر:8/224.
[69150]:-. هو أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان السجستاني, من أئمة اللغة والقراءات من أهل البصرة, روى عن أبي عبيدة الأصمعي, وعنه ابن دريد. وعرض القرآن على يعقوب الحضرمي وعلى محمد بن سليمان(ت:455هـ). انظر: إنباه الرواة:1/606. والغاية لابن الجزري:1/320 وبغية الوعاة 1/606.
[69151]:- زيادة من ث.
[69152]:- زيادة من ث.
[69153]:- العلق:19.
[69154]:- الإسراء:11.
[69155]:- م. واقفا.
[69156]:- ساقط من أ.
[69157]:- ث: المومنون.
[69158]:- العصر:1.
[69159]:. ث: نظر.
[69160]:- انظر: معاني الفراء3/167 وجامع البيان 28/163 وهو مذهب الزجاج في معانيه 5/193.
[69161]:- انظر: معاني الفراء3/167 وجامع البيان 28/163 وإعراب النحاس 4/462.