- ثم قال تعالى : ( إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما . . . )[ 4 ] .
[ أي : إن تتوبا إلى الله مما فعلتما {[69130]} فقد مالت قلوبكما إلى ما كرهه رسول الله صلى الله عليه وسلم ] {[69131]} من تحريمه {[69132]} جاريته على نفسه {[69133]} .
قال ابن عباس ( صغت قلوبكما ) : زاغت ، أي : أثمت {[69134]} .
قال مجاهد : " كنا نرى أن قوله : ( فقد صغت قلوبكما ) شي {[69135]}ء ( هين ) {[69136]} حتى سمعت قراءة ابن مسعود : فقد زاغت قلوبكما " {[69137]} .
ثم قال تعالى : ( وإن تظاهرا عليه . . . )[ 4 ] .
يعني حفصة وعائشة ، أي : وإن تتعاونا على النبي {[69138]} .
- ( فإن الله هو مولاه . . . ) {[69139]} .
أي : وليه وناصره عليكما وعلى كل ( من ) {[69140]} بغاه بسوء ، وجبريل أيضا وليه وصالح المؤمنين أيضا أولياؤه ، يعني {[69141]} خياره {[69142]} .
وقال الضحاك وغيره : " هم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما " {[69143]} .
فيجب أن يكون أصل ( وصالح المؤمنين ) على هذين القولين بالواو {[69144]} ، وحذفت من الخط على اللفظ {[69145]} .
وقال مجاهد : ( وصالح المومنين ) عمر {[69146]} ، وعنه : هو علي {[69147]} ، فيكون لا أصل للواو فيه {[69148]} .
وقال قتادة : ( وصالح المونين ) : الأنبياء . فيكون أيضا أصله الواو . وهو قول أبي سفيان {[69149]} .
وقد ذهب أبو حاتم {[69150]} إلى [ أن ] {[69151]} الوقف ( وصالحو ) {[69152]} بالواو مثل ( سندع ) {[69153]} ( ويدع الانسان ) {[69154]} . وفي هذه مخالفة للسواد .
والأحسن ألا يوقف عليه ، فإن وقف عليه[ واقف ] {[69155]} ( وقف ) {[69156]} بغير واو ، على قول مجاهد أنه عمر أو علي رضي الله عنهما فيتم له موافقة المعنى وموافقة الخط .
وكان الطبري يقول إن ( وصالح المومنين ) {[69157]} اسم " للجنس : كقوله : ( إن الانسان لفي خسر ) {[69158]} ونظير {[69159]} ذلك قول الرجل : لا يقربني إلا قارئ القرآن . فهو بلفظ الواحد ومعناه الجنس ، فكذلك هذا {[69160]} ، فيكون الوقف أيضا بغير واو لتباعا للخط والمعنى .
- ثم قال : ( والملائكة بعد ذلك ظهير )[ 4 ] .
أي : والملائكة مع جبريل وصالح المؤمنين عوين على نصرة محمد . " وظهير " لفظ واحد ، ومعناه جمع . ولو أتى على اللفظ لقال : " ظُهَِرا " {[69161]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.