غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{إِن تَتُوبَآ إِلَى ٱللَّهِ فَقَدۡ صَغَتۡ قُلُوبُكُمَاۖ وَإِن تَظَٰهَرَا عَلَيۡهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ مَوۡلَىٰهُ وَجِبۡرِيلُ وَصَٰلِحُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ بَعۡدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ} (4)

1

ثم وبخ عائشة وحفصة على طريقة الالتفات قائلاً { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما } أي فقد وجد منكما ما يوجب التوبة وهو ميل قلوبكما عن إخلاص رسول الله صلى الله عليه وسلم من حب ما يحبه وبغض ما يكرهه والأصل قلباكما . ووجه الجمع ما مر في قوله { فاقطعوا أيديهما } [ المائدة :38 ] { وإن تظاهرا } أي تعاونا على ما يوجب غيظه فلم يعدم هو من يظاهره كيف والله { مولاه } أي ناصره { وجبريل } خاصة من بين الملائكة { وصالح المؤمنين } قال أكثر العلماء : هو واحد في معنى الجمع لأنه أريد الجنس لشمول كل من آمن وعمل صالحاً . وجوز أن يكون جمعا وقد أسقط الواو في الخط لسقوطه في اللفظ . عن سعيد بن جبير : هو كل من بريء من النفاق . وقيل : الأنبياء والصحابة والخلفاء . { والملائكة } على كثرة جموعهم { بعد ذلك } الذي عرف من نصرة المذكورين { ظهير } فوج مظاهر له كأنهم يد واحدة فأي وزن لاتفاق امرأتين بعد تظاهر هؤلاء على ضد مطلوبهما . ولا يخفى أن الكلام مسوق للمبالغة في الظاهر وإلا فكفى بالله ولياً وكفى بالله نصيراً .

/خ12