بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{هُنَالِكَ تَبۡلُواْ كُلُّ نَفۡسٖ مَّآ أَسۡلَفَتۡۚ وَرُدُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ مَوۡلَىٰهُمُ ٱلۡحَقِّۖ وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ} (30)

ثم قال تعالى : { هُنَالِكَ تَبْلُواْ * كُلُّ نَفْسٍ } ، قرأ حمزة والكسائي { تَتْلُواْ كل نفس } بالتاءين ، يعني : عند ذلك تقرأ كل نفس برة أو فاجرة { مَّا أَسْلَفَتْ } ، يعني : ما عملت من خير أو شر . وهذا قوله : { يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بإمامهم فَمَنْ أُوتِىَ كتابه بِيَمِينِهِ فأولئك يَقْرَءُونَ كتابهم وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً } [ لإسراء : 71 ] ويقال : تتلو يعني : تتبع ، كقوله : { والقمر إِذَا تلاها } [ الشمس : 2 ] يعني : تبعها ، والباقون { تَبْلُواْ } بالتاء والباء ، يعني : عند ذلك تجد . ويقال : تظهر ، كقوله { يَوْمَ تبلى السرآئر } [ الطارق : 9 ] وقال القتبي : أي يختبر . ثم قال : { وَرُدُّواْ إِلَى الله مولاهم الحق } ، يعني : رجعوا في الآخرة إلى الله مولاهم الحق . { وَضَلَّ عَنْهُم } ، يعني : اشتغل عنهم آلهتهم بأنفسها { مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } يعني : يختلقون من الأوثان فلا يكون لهم شفاعة ويقال بطل افتراؤهم واضمحل .