بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قُلۡ مَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ أَمَّن يَمۡلِكُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَٰرَ وَمَن يُخۡرِجُ ٱلۡحَيَّ مِنَ ٱلۡمَيِّتِ وَيُخۡرِجُ ٱلۡمَيِّتَ مِنَ ٱلۡحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَۚ فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُۚ فَقُلۡ أَفَلَا تَتَّقُونَ} (31)

قوله تعالى : { قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مّنَ السماء } ، يعني : قل يا محمد للمشركين : من يرزقكم من السماء بالمطر . { والأرض } ومن الأرض بالنبات . { أَمَّن يَمْلِكُ السمع والابصار } ، أي من يخلق لكم السمع والأبصار ، { وَمَن يُخْرِجُ الحى مِنَ الميت } ؛ ومن يقدر أن يخرج الحي من الميت ، يعني : الفرخ من البيضة . { وَيُخْرِجُ الميت مِنَ الحى } ، يعني : البيضة من الطير ، والنطفة من الإنسان ، والمؤمن من الكافر ، والكافر من المؤمن . { وَمَن يُدَبّرُ الامر } ، يعني : من يقدر أن يدبر الأمر بين الخلق ، وينظر في تدبير الخلائق ، ويقال : من يرسل الملائكة بالأمر . { فَسَيَقُولُونَ الله } يفعل ذلك كله لا الأصنام ، لأن الأصنام لم يكن لهم قدرة على هذه الأشياء . { فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } الشرك فتوحدونه ، إذ تعلمون أن لا يقدر أحد أن يفعل هذه الأشياء إلا الله تبارك وتعالى ، ويقال : { أفلا تتقون } أي تطيعون الله الذي يملك ذلك ؟ .