قوله تعالى : { واتل عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ } فإن لم تعتبروا بذلك ، فاتْلُ عليهم ، يعني : اقرأ عليهم خبر نوح في القرآن ، { إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يا قوم *** إن **كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ } يعني : عظم ، وثَقُلَ { مَّقَامِى } طول مقامي فيكم { وَتَذْكِيرِى بِآيَاتِ الله } يعني : وعظي لكم بالله تعالى . وعظته بالله تعالى ما ذُكِرَ في سورة نوح ، وهو قوله : { فَقُلْتُ استغفروا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً } [ نوح : 10 ] إلى قوله : { الذى خَلَقَ سَبْعَ سماوات طِبَاقًا مَّا ترى فِى خَلْقِ الرحمن مِن تفاوت فارجع البصر هَلْ ترى مِن فُطُورٍ } [ لملك : 3 ] الآية . فلمَّا وعظهم بذلك أرادوا قتله ، حين قالوا : { لَئِنْ لَّمْ تَنْتَهِ يانوح لَتَكُونَنَّ مِنَ المرجومين } أي من المقتولين بالحجارة . فقال لهم نوح : { إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَّقَامِى } فيكم وعظتي لكم { فَعَلَى الله تَوَكَّلْتُ } أي وثقت ، وفوَّضت أمري إلى الله تعالى ، { فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ } يعني : كيدكم . ويقال : قولكم ، وعملكم ؛ { وَشُرَكَاءكُمْ } يعني : وادعوا شركاءكم { ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقضوا إِلَىَّ } أي : امضوا إليَّ { وَلاَ تُنظِرُونَ } أي : ولا تمهلون .
ويقال : اقضوا ما أنتم قاضون ، واستعينوا بآلهتكم . ويقال : اعملوا بما في أنفسكم من الشَّرِّ . وروي عن نافع أنه قرأ : { فَأَجْمِعُواْ } بالوصل والجزم ، مِنْ جمعت . وقرأ الباقون : { فَأَجْمِعُواْ } بالقطع من الإجماع . وقرأ الحسن البصريُّ ، ويعقوب الحَضْرَمِيُّ : { شُرَكَاءكُمُ } أي : أين شركاؤكم ليجمعوا أمرهم معكم ، ويعينوكم ؟ { ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً } يقول : أظهروا أمركم فلا تكتموه . يعني : القتل . وقال القتبِيُّ : الغُمَّةُ والغَمُّ واحد ، كما يقال : كُرْبَةٌ وكَرْبٌ . أي : لا يكن أمركم غمّاً عليكم { ثُمَّ اقضوا إِلَىَّ } أي : اعملوا بما تريدون ، كقوله : { قَالُواْ لَن نُّؤْثِرَكَ على مَا جَآءَنَا مِنَ البينات والذى فَطَرَنَا فاقض مَآ أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِى هذه الحياة الدنيآ } [ طه : 72 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.