بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَۖ وَمَا هِيَ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ بِبَعِيدٖ} (83)

{ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبّكَ } قال الفراء مخططة بالحمرة ، والسواد في البياض . وقال أبو عبيدة : مسومة ، أي : معلمة . ويقال : مكتوب على كل حجر ، اسم صاحبه الذي يصيبه . ويقال : مختمة . وقال وكيع : رفع إلي حجر منها بطرسوس .

ثم قال : { وَمَا هِى مِنَ الظالمين بِبَعِيدٍ } يعني : من قوم لوط عليه السلام ويقال : هذا تهديد لأهل مكة ، وغيرهم من المشركين . فقال : { وَمَا هِى مِنَ الظالمين بِبَعِيدٍ } لكيلا يعملوا مثل عملهم . ويقال : ما هن من الظالمين ببعيد . قريات لوط ليست ببعيدة من أهل مكة ، فأمرهم بأن يعتبروا بها . وقال الزجاج : { سجيل } ، يعني : ما كتب لهم أن يعذبوا به . ويقال : { سجيل } من سجلته ، يعني : أرسلته ، ومعناه : حجارة مرسلة عليهم ، ويقال : كثيرة شديدة .