السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَۖ وَمَا هِيَ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ بِبَعِيدٖ} (83)

{ مسوّمة } ، أي : معلمة عليها اسم من يرمى بها . وقال أبو صالح : رأيت منها عند أم هانئ ، وهي حجارة فيها خطوط حمر على هيئة الجزع . وقال الحسن : عليها أمثال الخواتيم . وقال ابن جريج : كان عليها سيما يعلم بها أنها ليست من حجارة الأرض ، وقوله تعالى : { عند ربك } ظرف لها { وما هي } ، أي : تلك الحجارة { من الظالمين } ، أي : مشركي مكة { ببعيد } ، أي : بشيء بعيداً وبمكان بعيد ؛ لأنها وإن كانت في السماء وهي مكان بعيد إلا أنها إذا وقعت منها فهي أسرع شيء لحوقاً بالمرمي ، فكأنها بمكان قريب منه ، وفيه وعيد لهم ، وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم «سأل جبريل ؟ فقال : يعني ظالمي مكة ما من ظالم منهم إلا وهو يعرض عليه حجر فيسقط عليه من ساعة إلى ساعة » وقيل الضمير للقرى ، أي : هي قريبة من ظالمي مكة يمرّون عليها في مسيرهم .