النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَۖ وَمَا هِيَ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ بِبَعِيدٖ} (83)

قوله عز وجل : { مسومة عند ربك } والمسومة : المعلّمة ، مأخوذ من السيماء وهي العلامة ، قال الشاعر :

غُلامٌ رماه الله بالحُسْن يافعا *** له سيمياءٌ لا تشقُ على البصر{[1387]}

وفي علامتها قولان :

أحدهما : أنها كانت مختمة ، على كل حجر منها اسم صاحبه .

الثاني : معلمة ببياض في حمرة ، على قول ابن عباس ، وقال قتادة : مطوقة بسواد في حمرة .

{ عند ربك } فيه وجهان :

أحدهما : في علم ربك ، قاله ابن بحر .

الثاني : في خزائن ربك لا يملكها غيره ولا يتصرف فيها أحد إلا بأمره . { وما هي من الظالمين ببعيد } فيه أربعة أوجه :

أحدها : أنه ذكر ذلك وعيداً لظالمي قريش ، قاله مجاهد .

الثاني : وعيد لظالمي العرب ، قاله عكرمة .

الثالث : وعيد لظالمي هذه الأمة ، قاله قتادة .

الرابع : وعيد لكل ظالم ، قاله الربيع . وفي الحجارة التي أمطرت قولان :

أحدهما : أنه أمطرت على المدن حين رفعها . الثاني : أنها أمطرت على من لم يكن في المدن من أهلها وكان خارجاً عنها .


[1387]:البيت لأسيد بن عنقاء الفزاري يمدح عميلة حين قاسمه مائه (انظر اللسان مادة سام). ومعنى لا تشق على البصر أي يفرح به من ينظر إليه.