الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَۖ وَمَا هِيَ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ بِبَعِيدٖ} (83)

و " مُسَوَّمة " نعتٌ لحجارة ، وحينئذ يلزمُ تقدُّمُ الوَصْفِ غير الصريح على الصريح لأنَّ " مِنْ سجيل " صفةٌ لحجارة ، والأَوْلى أن يُجْعل حالاً من حجارة ، وسوَّغ مجيئَها مِن النكرة تخصُّصُ النكرة بالوصف . والتَّسْويم . العلامَةُ . قيل : عُلِّم على كلِّ حجرٍ اسمُ مَنْ يُرْمَى به ، وتقدَّم اشتقاقُه في آل عمران . و " عند " : إمَّا منصوبٌ ب " مُسَوَّمة " ، وإمَّا بمحذوفٍ على أنها صفة ل " مُسَوَّمة " .

قوله : { وَمَا هِيَ } الظاهرُ عَوْدُ هذا الضمير على القرى المُهْلَكة . وقيل : يعودُ على الحجارة وهي أقربُ مذكور . وقيل : يعودُ على العقوبة المفهومة من السياق . ولم يُؤَنِّث " ببعيد " : إمَّا لأنه في الأصلِ نعتٌ لمكانٍ محذوف تقديره : وما هي بمكان بعيدٍ بل هو قريبٌ ، والمرادُ به السماء أو القرى المهلَكة ، وإمَّا لأن العقوبةَ والعقابَ واحد ، وإمَّا لتأويل الحجارة بعذاب أو بشيءٍ بعيد .