الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَقَالَ ٱلۡمَلِكُ ٱئۡتُونِي بِهِۦۖ فَلَمَّا جَآءَهُ ٱلرَّسُولُ قَالَ ٱرۡجِعۡ إِلَىٰ رَبِّكَ فَسۡـَٔلۡهُ مَا بَالُ ٱلنِّسۡوَةِ ٱلَّـٰتِي قَطَّعۡنَ أَيۡدِيَهُنَّۚ إِنَّ رَبِّي بِكَيۡدِهِنَّ عَلِيمٞ} (50)

قوله : { وقال الملك إيتوني به فلما جاءه الرسول }{[34558]} – إلى قوله – { لا يهدي كيد الخائنين }[ 50-52 ] . ( المعنى ){[34559]} : أن الملك لما أعلمه الرسول{[34560]} بتأويل رؤياه ، علم أنه حق{[34561]} وقال : { إيتوني به } .

فلما جاء يوسف الرسول يدعوه إلى الملك ، قال [ له ]{[34562]} يوسف : ارجع إلى سيدك ، { فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن }[ 50 ] .

وأبى يوسف أن يخرج حتى يعلم صحة أمره{[34563]} . ولم يذكر امرأة العزيز فيهن : حُسْنَ عشرة{[34564]} منه ، صلى الله عليه ( وسلم ){[34565]} ، خلطها بالنسوة ، وأخبر عن الجميع{[34566]} .

( قال النبي صلى الله عليه وسلم : " رحم{[34567]} الله يوسف ، لو كنت أنا المحبوس ، ثم أرسل إلي لخرجت سريعا . إن كان لحليما ، {[34568]} ذا أناة{[34569]} .

( وقال صلى الله عليه وسلم : " لقد عجبت من يوسف ، وصبره ، وكرمه ، والله يغفر له حين سئل عن البقرات : لو كنت مكانه ما أخبرتهم{[34570]} حتى اشترطت{[34571]} أن يخرجوني . ولقد عجبت منه حين أتاه الرسول لو كنت مكانه لبادرتهم{[34572]} الباب " {[34573]} .


[34558]:ط: قال ارجع إلى ربك.
[34559]:ساقط من ق.
[34560]:ق: الرسل.
[34561]:انظر هذا التوجيه بتمامه في: جامع البيان 16/133.
[34562]:ساقط من ط.
[34563]:انظر هذا التوجيه بتمامه في: جامع البيان 16/133.
[34564]:ق: عشرة.
[34565]:ساقط من ق.
[34566]:وهو قول الزجاج في: معانيه 3/115.
[34567]:ط: يرحم.
[34568]:ط: حليما.
[34569]:هذا الخبر، رواه الطبري في: جامع البيان 16/134: عن رجل، عن أبي الزناد، عن أبي هريرة، وهو بذا حديث مبهم، لإبهام الرجل الذي حدث عن أبي الزناد. والحديث بذلك قلت: الحديث المروي في تفسير الطبري منقطع ولكن الحديث بالمعنى المذكور قد صح مرفوعا ومرسلا. روى البخاري وغيره عن ألي هريرة مرفوعا قال: تحيي الموتى.....ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي. (ينظر صحيح البخاري (3372، 4694) وصحيح مسلم (151) ولمسند الإمام أحمد {2/326) وعند أحمد في مسنده (2/346، 389) بإسناد صحيح عن أبي هريرة مرفوعا في قوله تعالى: فاسأله ما بال النسوة... فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لو كنت أنا لأسرعت الإجابة وما ابتغيت العذر". وعلى هذا فالذي قال المحقق ليس بصحيح والذي واستشفه من الحديث ليس بصحيح وإنما أراد النبي صلى الله عليه وسلم مدحه وبيان على قدره وصبره.
[34570]:فلا خبرتهم.
[34571]:ط: اشترط.
[34572]:ق: لبدرتهم.
[34573]:هذا الخبر رواه الطبري في:جامع البيان 16/136 عن: عمرو بن دينار، عن عكرمة،عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو بذا مرسل. وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره (2/323) أيضا مرسلا وإسناده صحيح وقد صح مرفوعا كما تقدم فإرساله هذا ليس بقادح في صحة الحديث.