بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَنُسۡكِنَنَّكُمُ ٱلۡأَرۡضَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡۚ ذَٰلِكَ لِمَنۡ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ} (14)

{ وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الارض مِن بَعْدِهِمْ } يقول : لننزلنكم في الأرض من بعد هلاكهم . فأهلك الله تعالى قومهم فسكن الرسل ، ومن آمن معهم من المؤمنين ديارهم { ذلك لِمَنْ خَافَ مَقَامِى } يعني : ذلك الثواب لمن خاف مقامه يوم القيامة بين يدي رب العالمين .

وروي عن أبي بن كعب أنه قال : يقومون ثلاثمائة عام ، لا يؤذن لهم فيقعدون . أما المؤمنين فيهون عليهم ، كما يهون عليهم الصلاة المكتوبة . وروي عن منصور عن خيثمة أنه قال : كنا عند عبد الله بن عمر فقلنا : إن عبد الله بن مسعود كان يقول : إن الرجل ليعرق حتى يسبح في عرقه ، ثم يرفعه العرق حتى يلجمه . فقال ابن عمر : هذا للكفار ، فما للمؤمنين ؟ فقلنا : الله أعلم . فقال : يرحم الله أبا عبد الرحمن ، حدثكم أول الحديث ، ولم يحدثكم آخره . إن للمؤمنين كراسي يجلسون عليها ، ويظلل عليهم بالغمام ، ويكون يوم القيامة عليهم كساعة من نهاره .

ثم قال تعالى : { وَخَافَ وَعِيدِ } أي : وخشي عذابي عليه . قرأ نافع في رواية : ورش «وَخاف وعِيدِي » بالياء يعني : عذاب الله . وقرأ الباقون : بغير ياء ، لأن الكسرة تقوم مقامه وأصله الياء .