بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{۞وَلَقَدۡ كَرَّمۡنَا بَنِيٓ ءَادَمَ وَحَمَلۡنَٰهُمۡ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ وَرَزَقۡنَٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَفَضَّلۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ كَثِيرٖ مِّمَّنۡ خَلَقۡنَا تَفۡضِيلٗا} (70)

ثم قال تعالى { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى ءادَمَ } بعقولهم ؛ وقال الضحاك : بالعقل والتمييز ؛ ويقال : إن الله تعالى خلق نبات الأرض والأشجار وجعل فيها الروح ، لأنه ينمو ويزداد بنفسه ما دام فيه الروح ؛ فإذا يبس ، خرج منه الروح وانقطع نماؤه وزيادته ؛ وخلق الدواب وجعل لهن زيادة روح تطلب بها رزقها ، وتسمع بها الصوت . وخلق بني آدم وجعل لهم زيادة روح ، يعقلون بها ويميزون ويعلمون . وخلق الأنبياء وجعل لهم زيادة روح ، يبصرون بها الملائكة ويأخذون بها الوحي ويعرفون أمر الآخرة .

ثم قال : { وحملناهم فِى البر والبحر } يعني : في البر على الرطوبة يعني : الدواب وفي البحر على اليبوسة وهي السفن { وَرَزَقْنَاهُمْ مّنَ الطيبات } ، يعني : الحلالات ويقال : من نبات الحبوب والفواكه والعسل ، وجعل رزق البهائم التبن والشوك . { وفضلناهم على كَثِيرٍ مّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً } ، يعني : على الجن والشياطين والبهائم . وروي عن ابن عباس أنه قال : فضلوا على الخلائق كلهم غير طائفة من الملائكة ، وهم جبريل وميكاييل وإسرافيل وأشباههم منهم ، وروي عن أبي هريرة أنه قال : المؤمن أكرم على الله من الملائكة الذين عنده .