ثم قال الله تعالى : { وَمَن كَانَ في هذه أعمى } ، أي من كان في هذه النعم أعمى ، يعني : لم يعلم أنها من الله ، { فَهُوَ فِى الآخرة أعمى } عن حجته ، { وَأَضَلُّ سَبِيلاً } ؛ يعني : عن حجته . قال مجاهد : { مَن كَانَ فِى *** هذه الدنيا *** أعمى } عن الحجة فهو في الآخرة أعمى عن الحجة { وَأَضَلُّ سَبِيلاً } ، أي أخطأ طريقاً ؛ وقال قتادة : { مَن كَانَ فِى *** هذه الدنيا *** أعمى } عمَّا عاين من نعم الله وخلقه وعجائبه ، فهو في الآخرة التي هي غائبة عنه ولم يرها أعمى ؛ وقال مقاتل : فيه تقديم ومعناه { وفضلناهم على كَثِيرٍ مّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً } . ومن كان عن هذه النعم أعمى ، فهو عما غاب عنه من أمر الآخرة أعمى ؛ وقال الزجاج : معناه إذا عمي في الدنيا وقد تبين له الهدى وجعل إليه التوبة فعمي عن رشده ، فهو في الآخرة لا يجد متاباً ولا مخلصاً مما هو فيه ، فهو أشد عمًى وأضلّ سبيلاً أي أضل طريقاً ، لأنه لا يجد طريقاً إلى الهداية فقد حصل على عمله . وذكر عن الفرّاء أنه قال : تأويله من كان في هذه النعم التي ذكرتها أعمى ، لا يعرف حقها ولا يشكر عليها وهي محسوسة ، { فهو في الآخرة أعمى } ؛ يعني : أشد شكاً في الذي هو غائب عنه في الآخرة من الثواب والعقاب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.