ثم قال تعالى : { وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بالآيات } ، وذلك أن قريشاً طلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم بآية ، فنزل { وَمَا مَنَعَنَا } أي ليس أحد يمنعنا أن نرسل الآيات عندما سألوها . { إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأولون } ، يعني : تكذيب الأولين حين أتتهم الآيات ، فلم يؤمنوا فأتاهم العذاب .
قال الفقيه : حدّثنا الخليل بن أحمد قال : حدّثنا أبو العباس بن السراج قال : حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال : حدّثنا جرير ، عن الأعمش ، عن جعفر بن إياس ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل الصفا لهم ذهباً ، وأن ينحي الجبال عنهم فيزرعونها ، فقيل له : إن شئت أن تستأني بهم لعلنا نتخير منهم ذرية ، وإن شئت أن نريهم الذي سألوا ، فإن كفروا ، أهلكوا كما هلك من كان قبلهم . فقال : « بَلْ أَسْتَأْنِي بِهِمْ » فنزل { وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بالآيات إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأولون } .
ثم قال : { وآتينا ثمود الناقة مبصرة } ، أي معاينة يبصرونها ، ويقال : علامة لنبوته . { فَظَلَمُواْ بِهَا } ، أي جحدوا بها فعقروها ، فعذبوا ؛ فقال الله تعالى : { وَمَا نُرْسِلُ بالايات إِلاَّ تَخْوِيفًا } لهم ليؤمنوا ، فإِن أَبَوا أتاهم العذاب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.