بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَإِن كَادُواْ لَيَسۡتَفِزُّونَكَ مِنَ ٱلۡأَرۡضِ لِيُخۡرِجُوكَ مِنۡهَاۖ وَإِذٗا لَّا يَلۡبَثُونَ خِلَٰفَكَ إِلَّا قَلِيلٗا} (76)

قوله : { وَإِن كَادُواْ } وقد كادوا { لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأرض لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا } ، أي ليستزلونك ليخرجوك من أرض مكة . { وَإِذًا لاَّ يَلْبَثُونَ خلافك } ، أي بعدك { إِلاَّ قَلِيلاً } ، فيهلكهم الله تعالى . وروى عبد الرزاق ، عن معمر أنه قال : قد فعلوا ذلك فأهلكهم الله تعالى يوم بدر ، ولم يلبثوا بعده إلا قليلاً ؛ وقال مقاتل : { وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأرض } ، يعني : من أرض المدينة . نزلت الآية في حيي بن أخطب وغيره من اليهود حين دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة حسدوه وقالوا : إنك لتعلم أن هذه ليست من أرض الأنبياء إنما أرض الأنبياء الشام ، فإن كنت نبياً فاخرج منها ، فنزل : { وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأرض لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا } ، أي من أرض المدينة إلى الشام { وَإِذًا لاَّ يَلْبَثُونَ خلافك إِلاَّ قَلِيلاً } وأمر بالرجوع إلى المدينة .