{ واصبر نَفْسَكَ } ، يقول : واحبس نفسك { مَعَ الذين يَدْعُونَ رَبَّهُم } ، أي يصلون لله تعالى { بالغداة والعشى } ، يعني : الصلوات الخمس .
قال ابن عباس : نزلت الآية في سلمان ، وصهيب ، وعمار بن ياسر ، وخباب بن الأرت ، وعامر بن فهيرة ، ونحوهم من الفقراء قالوا : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس ذات يوم ، عنده سلمان على بساط منسق بالخوص أي منسوجاً إذ دخل عليه عيينة بن حصن الفزاري ، فجعل يدفعه بمرفقه وينحيه ، حتى أخرجه من البساط . وكان على سلمان شملة قد عرق فيها فقال عيينة : إنَّ لنا شرفاً ، فإذا دخلنا عليك فأخرج هذا واضربه ؛ فوالله إنه ليؤذيني ريحه . أما يؤذيك ريحه ؟ فإذا خرجنا من عندك ، فأدخلهم وأذن لهم بالدخول إن بدا لك أن يدخلوا عليك أو اجعل لنا مجلساً ولهم مجلساً ، فنزل : { واصبر نَفْسَكَ } إلى { يُرِيدُونَ وَجْهَهُ } ، أي يطلبون رضاه .
{ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ } ، أي لا يتجاوزهم إلى زينة الحياة الدنيا ويقال : لا تحتقرهم ولا تزدرهم . { تُرِيدُ زِينَةَ الحياة الدنيا } ، أي ما قال عيينة بن حصن الفزاري وأمثاله { وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا } ، أي عن القرآن ، { واتبع هَوَاهُ } في عبادة الأصنام . { وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا } ، أي ضياعاً ؛ وقال السدي : هلاكاً . قال أبو عبيدة : ندماً ؛ وقال القتبي : أصله من العجلة والسبق . قال المفسرون : أي سرفاً ؛ وقال الزجاج : تفريطاً وهو العجز .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.