ثم قال تعالى : { وَقُلِ الحق مِن رَّبّكُمْ } ، أي القرآن ، يعني : الذي أعطاكم به الحق من ربكم وهو قول : لا إله إلا الله ، يعني : ادعهم إلى الحق . { فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ } ، أي من شاء فليقل : لا إله إِلا الله ؛ ويقال : معناه من شاء الله له الإيمان آمن ، ومن شاء الله له الكفر كفر ؛ ويقال : { فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن } من لفظه لفظ المشيئة ، والمراد به الأمر ، يعني : آمنوا ؛ ومن شاء فليكفر لفظه لفظ المشيئة والمراد به الخبر ومعناه ومن كفر . { إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا } ، يعني : للكافرين { أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا } ، يعني : أن دخانها محيط بالكافرين ، قال الكلبي ومقاتل : يخرج عنق من النار ، فيحيط بهم كالحظيرة .
{ وَإِن يَسْتَغِيثُواْ } من العطش ، { يُغَاثُواْ بِمَاء كالمهل } ، أي أسودَ غليظاً كرديء الزيت ؛ وهذا قول الكلبي والسدي وابن جبير . وروى عكرمة ، عن ابن عباس مثله ؛ ويقال : هو الصفر المذاب أو النحاس المذاب ، إذ بلغ غايته في الحر ؛ وروى الضحاك ، عن ابن مسعود : أنه أذاب فضة من بيت المال ، ثم بعث إلى أهل المسجد وقال : من أحب أن ينظر إلى المهل ، فلينظر إلى هذا : وقال مجاهد : المهل القيح والدم الأسود كعكر الزيت . { يَشْوِى الوجوه } ، يعني : إذا هوى به إلى فيه أنضج وجهه . { بِئْسَ الشراب } المهل . { وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا } ، يقول بئس المنزل النار ، رفقاؤهم فيها الشياطين والكفار . { وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا } ، أي مجلساً . وأصل الارتفاق الاتكاء على المرفق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.