بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ جَنَّـٰتُ عَدۡنٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهِمُ ٱلۡأَنۡهَٰرُ يُحَلَّوۡنَ فِيهَا مِنۡ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٖ وَيَلۡبَسُونَ ثِيَابًا خُضۡرٗا مِّن سُندُسٖ وَإِسۡتَبۡرَقٖ مُّتَّكِـِٔينَ فِيهَا عَلَى ٱلۡأَرَآئِكِۚ نِعۡمَ ٱلثَّوَابُ وَحَسُنَتۡ مُرۡتَفَقٗا} (31)

ثم بيّن ثوابهم فقال : { أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ } ، العدن الإقامة ؛ ويقال : العدن بطنان الجنة وهي وسطها { تَجْرِى مِن تَحْتِهِمُ الانهار يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مّن سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ } ، السندس ما لطف من الديباج ، والاستبرق ما ثخن من الديباج ؛ وقال القتبي : يقول قوم : هو فارسي معرب ، أصله استبرك ، وقال الزجاج في قوله : { إِنَّ الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات } : يجوز أن يكون خبره : { إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً } ، كأنه يقول : إنا لا نضيع أجرهم ، ويحتمل أن يكون الجواب قوله : { أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ } ويجوز أن يكون جوابه لم يذكر ، وقد بيَّن ثواب من أحسن عملاً في موضع آخر ، وهو قوله : { مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً } وقوله { أَسَاوِرَ } جمع أسورة ، واحدها سوار والأسورة جمع الجمع . { مُّتَّكِئِينَ فِيهَا على الأرائك } ، أي على السرر في الحجال ، ولا يكون أريكة إلا إذا اجتمعا السرير والحجلة . { نِعْمَ الثواب } الجنة ، { وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً } ، أي منزلاً في الجنة قُرناؤهم الأنبياء والصالحون .