بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَمَّا ٱلسَّفِينَةُ فَكَانَتۡ لِمَسَٰكِينَ يَعۡمَلُونَ فِي ٱلۡبَحۡرِ فَأَرَدتُّ أَنۡ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَآءَهُم مَّلِكٞ يَأۡخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصۡبٗا} (79)

{ أَمَّا السفينة فَكَانَتْ لمساكين يَعْمَلُونَ فِى البحر } ، ويكسبون قوتهم ، { فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا } ؛ أي أجعلها معيبة . { وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ } ، أي أمامهم ملك . روي عن ابن عباس أنه كان يقرأ : وَكَانَ أَمَامَهُمْ ملك : { يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً } ؛ وكان ابن عباس يقرأ أيضاً كل سفينة صالحة غصباً أَي : كل سفينة بغير عيب . وكان اسم الملك جلنذا ، يعني : أنها لو كانت بغير عيب أخذها الملك ؛ فإذا كانت مع العيب تبقى للمساكين . قال الفقيه أبو الليث : فيه دليل أن للوصي أن ينقض مال اليتيم إذا رأى فيه صلاحاً ، وهو أنه لو كانت له دار نفيسة ، فخاف أن يطمع فيها بعض السلاطين ، فأراد أن يخرب بعضها ليبقيها لليتيم جاز . وروي عن أبي يوسف أنه كان يجيز مصانعة الوصي في مال اليتيم ، وهو يدفع من ماله شيئاً إلى السلطان ليدفعه عن بقية ماله .