بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰٓ إِذَآ أَتَيَآ أَهۡلَ قَرۡيَةٍ ٱسۡتَطۡعَمَآ أَهۡلَهَا فَأَبَوۡاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارٗا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُۥۖ قَالَ لَوۡ شِئۡتَ لَتَّخَذۡتَ عَلَيۡهِ أَجۡرٗا} (77)

{ فانطلقا حتى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ } ؛ قال ابن عباس : وهي أنطاكية ، { استطعما أَهْلَهَا } ، أي : استضافاً ، قال بعضهم : سألاهم ؛ وقال بعضهم : لم يسألاهم ولكن كان نزولهما بين ظهرانيهم بمنزلة السؤال منهما . { فَأَبَوْاْ أَن يُضَيّفُوهُمَا } ، يعني : لم يطعموهما . { فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً } ، يعني : في تلك القرية . { يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ } ؛ وهذا كلام مجاز لأن الجدار لا يكون له إرادة ، ومعناه كاد أن يسقط ، { فَأَقَامَهُ } ؛ يعني : سواه الخضر . { قَالَ } موسى : { لَوْ شِئْتَ لاَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً } ، أي جعلاً خبزاً تأكله . قرأ ابن كثير وأبو عمرو { لَتَخِذْتُ } بغير ألف وكسر الخاء ؛ والباقون { شِئْتَ لاَتَّخَذْتَ } ومعناهما واحد . وقرأ نافع { مِن لَّدُنّى } بنصب اللام وضم الدال وتخفيف النون ؛ وقرأ حمزة والكسائي وابن كثير وأبو عمرو { مِن لَّدُنّى } بتشديد النون وهي اللغة المعروفة ، والأول لغة لبعض العرب : واختلف الروايات عن عاصم .