تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{أَمَّا ٱلسَّفِينَةُ فَكَانَتۡ لِمَسَٰكِينَ يَعۡمَلُونَ فِي ٱلۡبَحۡرِ فَأَرَدتُّ أَنۡ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَآءَهُم مَّلِكٞ يَأۡخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصۡبٗا} (79)

{ أما السفنية فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم } أي : أمامهم { ملك يأخذ كل سفينة غصبا } وهي في بعض القراءة ( كل سفينة صالحة ) {[673]} .

قال محمد : يكون ( وراء ) بمعنى : بعد ، وهو قوله : { ومن ورائه عذاب غليظ }{[674]} ومنه قول النابغة : {[675]}

وليس وراء الله للمرء مذهب *** حلفت فلم أترك لنفسك ريبة

أي : ليس بعد مذاهب الله للمرء مذهب .

وتكون بمعنى : أمام ، ومن هذا قول القائل : {[676]}

كذبت لتقصرن يداك عني *** أتوعدني وراء بني رياح

يريد : أمام بني رياح .


[673]:هي قراءة أبي وابن مسعود، وابن عباس، وسعيد بن جبير كما في "البحر المحيط" (6/154).
[674]:سورة إبراهيم: آية (17).
[675]:البيت في "ديوانه" (ص 55).
[676]:قائله جرير كما في "الخزانة" (8/7) وقال: رياح: هو ابن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زياد مناة ابن تميم.