{ أما السفينة } التي أحسن إلينا أهلها{[47133]} فخرقتها { فكانت لمساكين } {[47134]}وهو دليل للشافعي على أن الفقير أسوأ حالاً من المسكين ، لأن هؤلاء يملكون سفينة{[47135]} { يعملون في البحر } ليستعينوا بذلك على معاشهم .
ولما كان التعييب من فعله ، أسنده إليه {[47136]}خاصة ، تأدباً مع الله تعالى{[47137]} فقال : { فأردت أن أعيبها } {[47138]}فإن تفويت منفعتها بذلك{[47139]} ساعة من نهار وتكليف{[47140]} أهلها لوحاً يسدونها به أخف ضرراً من تفويتهم منفعتها أخذاً ورأساً بأخذ الملك لها ، ولم أرد إغراق أهلها كما هو المتبادر إلى الفهم ؛ ثم عطف على ذلك علة فعله فقال : { وكان وراءهم } أي أمامهم ، ولعله{[47141]} عبر بلفظ ( وراء ) كناية عن الإحاطة بنفوذ الأمر في كل وجهة وارتهم و{[47142]} واروها ، وفسره الحرالي في سورة البقرة{[47143]} بأنه وراءهم في غيبته عن علمهم وإن كان أمامهم في وجهتهم ، لأنه فسر الوراء بما لا يناله الحس ولا العلم حيثما{[47144]} كان من المكان ، قال : فربما اجتمع أن يكون الشيء ، وراء من حيث إنه لا يعلم ، ويكون أماماً في المكان . { ملك يأخذ } في ذلك الوقت { كل سفينة } ليس فيها عيب { غصباً } من أصحابها{[47145]} ولم يكن عند أصحابها علم{[47146]} به .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.