ثم شرع في البيان له فقال : { أَمَّا السفينة } يعني : التي خرقها { فَكَانَتْ لمساكين } لضعفاء لا يقدرون على دفع من أراد ظلمهم { يَعْمَلُونَ فِي البحر } ولم يكن لهم مال غير تلك السفينة يكرونها من الذين يركبون البحر ويأخذون الأجرة ، وقد استدل الشافعي بهذه الآية على أن الفقير أسوأ حالاً من المسكين { فَأَرَدتُ أَنْ أَعِيبَهَا } أي : أجعلها ذات عيب بنزع ما نزعته منها { وَكَانَ وراءهم ملك } قال المفسرون : يعني أمامهم ، ووراء يكون بمعنى : أمام ، وقد مرّ الكلام على هذا في قوله : { وَمِن وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ } [ إبراهيم : 17 ] . وقيل : أراد خلفهم ، وكان طريقهم في الرجوع عليه ، وما كان عندهم خبر بأنه { يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً } أي : كل سفينة صالحة لا معيبة ، وقد قرئ بزيادة «صالحة » ، روي ذلك عن أبيّ وابن عباس . وقرأ جماعة بتشديد السين من مساكين ، واختلف في معناها ، فقيل : هم ملاحو السفينة ، وذلك أن المساك هو الذي يمسك السفينة ، والأظهر قراءة الجمهور بالتخفيف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.