بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ لَوۡ أَنَّ لَنَا كَرَّةٗ فَنَتَبَرَّأَ مِنۡهُمۡ كَمَا تَبَرَّءُواْ مِنَّاۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ ٱللَّهُ أَعۡمَٰلَهُمۡ حَسَرَٰتٍ عَلَيۡهِمۡۖ وَمَا هُم بِخَٰرِجِينَ مِنَ ٱلنَّارِ} (167)

قوله تعالى : { وَقَالَ الذين اتبعوا } ، أي السفلة : { لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً } ، أي رجعة إلى الدنيا ؛ وذلك أن الرؤساء لما تبرؤوا منهم ولا ينفعونهم شيئاً ، ندمت السفلة على اتباعهم في الدنيا ويقولون في أنفسهم : { لو أن لنا كرة } أي رجعة إلى الدنيا { فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ } ، أي من القادة { كَمَا تبرؤوا مِنَّا } القادة . قال الله تعالى : { كذلك يُرِيهِمُ الله أعمالهم حسرات عَلَيْهِمْ } لأنهم يرون أعمالهم غير مقبولة ، لأنها كانت لغير وجه الله تعالى فيكون ذلك حسرة عليهم . وقوله تعالى : { وَمَا هُم بخارجين مِنَ النار } ، يعني التابع والمتبوع والعابد والمعبود .