ثم قال تعالى : { وَمَثَلُ الذين كَفَرُواْ كَمَثَلِ الذى يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء } . فهذا مثل ضربه الله تعالى لأهل الكفر ، إنهم مثل البهائم لا يعقلون شيئاً سوى ما يسمعون من النداء . وفي الآية إضمار ومعناه : مثلك يا محمد مع الكفار ، { كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاءً ونداءً } وهذا قول الزجاج . وقال القتبي : قال الفراء : ومثل واعظ الذين كفروا فحذف ذكر الواعظ . كما قال تعالى : { واسئل القرية التي كُنَّا فِيهَا والعير التي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لصادقون } [ يوسف : 82 ] . وقال القتبي أيضاً : { مَّثَلُ الذين كَفَرُواْ } ، يعني ومثلنا في وعظهم ، فحذف اختصاراً إذ كان في الكلام ما يدل عليه ، { كَمَثَلِ الذي يَنْعِقُ } ، يعني الراعي إذا صاح في الغنم لا يسمع إلا دعاءً ونداءً فحسب ، ولا تفهم قولاً ولا تحسن جواباً ، فكذلك الكافر لا يعقل المواعظ . { صُمٌّ } عن الخبر فهم لا يسمعون { بِكُمْ } ، أي خرس لا يتكلمون بالحق { عَمِيَ } لا يبصرون الهدى . ويقال : كأنّهم صم ، لأنهم يتصاممون عن سماع الحق . { فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } الهدى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.