تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ ٱلَّذِي يَنۡعِقُ بِمَا لَا يَسۡمَعُ إِلَّا دُعَآءٗ وَنِدَآءٗۚ صُمُّۢ بُكۡمٌ عُمۡيٞ فَهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ} (171)

الآية 171 وقوله تعالى : ( ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع ) ؛ قيل فيه بوجهين : قيل : ما مثلنا ( ومثل الذين كفروا كمثل الذين ينعق ) أي يصوت ( بما لا يسمع إلا دعاء ونداء ) يسمعون الصوت ، ولا يفقهون ما فيه ، وقيل : ( ينعق ) بمعنى يُنعق : ذكر الفاعل على إرادة المفعول كقوله : ( فهو في عيشة راضية ) [ الحاقة : 21 ] أي مرضية . فعلى ذلك الأول{[1957]} ، وهو في اللغة جائز جار .

وقوله : ( صم بكم عمي فهم لا يعقلون ) سماهم بذلك ، وإن لم يكونوا في الحقيقة كذلك ، إذ الحاجة من هذه الأشياء الانتفاع بها ، ولذلك سماهم سفهاء لما لم ينتفعوا بعلمهم وعقلهم .


[1957]:- في النسخ الثلاث: الأولى.