بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡقِتَالُ وَهُوَ كُرۡهٞ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡـٔٗا وَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰٓ أَن تُحِبُّواْ شَيۡـٔٗا وَهُوَ شَرّٞ لَّكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ} (216)

{ كُتِبَ عَلَيْكُمُ القتال } { أي فرض عليكم القتال . { وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ } ، أي شاق عليكم . وذلك أن الله تعالى ، لما أمرهم بالجهاد ، كرهوا الخروج . وإنما كانت كراهيتهم له ، لأنه كان في الخروج عليهم مشقة ، لا أنهم كرهوا فرض الله تعالى : ثم قال : { وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا } ، يعني الجهاد . { وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } ، لأن فيه فتحاً وغنيمة وشهادة وفيه إظهار الإسلام . { وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ } ، وهو الجلوس عن الجهاد ، لأنه يسلط عليكم عدوكم . { والله يَعْلَمُ } أن الجهاد خير لكم . { وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } أن ذلك خير ، حين أحببتم القعود عن الجهاد . ويقال : { والله يعلم } ما كان فيه صلاحكم وأنتم لا تعلمون . ذلك قوله تعالى .