الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡقِتَالُ وَهُوَ كُرۡهٞ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡـٔٗا وَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰٓ أَن تُحِبُّواْ شَيۡـٔٗا وَهُوَ شَرّٞ لَّكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ} (216)

قوله : ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِتَالُ ) [ 214 ] .

أكثر العلماء على أن الجهاد فرض يحمله الإمام ومن معه عن الناس ، وليس على كل رجل ذلك فرض( {[6958]} ) .

ومعنى ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ ) فرض عليكم ، وهو كالصلاة على الموتى ودفنهم ، دليله قوله : ( فَضَّلَ اللَّهُ المُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى القَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ/اللَّهُ الحُسْنَى )( {[6959]} ) . فأخبر أن الكل له الحسنى وهي الجنة ، وأن المجاهدين أفضل له .

وقال ابن جبير : " هو فرض على جميع المسلمين " ( {[6960]} ) .

وقد قيل : هي( {[6961]} ) ناسخة واجبة لما أمروا به من العفو والصفح( {[6962]} ) بمكة .

وقيل : هي منسوخة بقوله : ( وَمَا كَانَ المُومِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً )( {[6963]} )( {[6964]} ) .

وقيل : هي على الندب لا على الوجوب( {[6965]} ) .

وقد قال( {[6966]} ) عطاء : " هي فرض على الصحابة خاصة " ( {[6967]} ) . وهو قول مطعون فيه .

قوله : ( وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ) [ 214 ] .

الكره بضم( {[6968]} ) الكاف ما( {[6969]} ) كان من نفسك ، وبالفتح ما أُكْرِهْتَ عليه فيه( {[6970]} ) .

وقال معاذ( {[6971]} ) بن مسلم : " الكُره المشقة ، والكَره الإجبار " ( {[6972]} ) .

وقيل : هما لغتان : كالضُّعف والضَّعف( {[6973]} ) .

وقيل : الكره( {[6974]} ) بالضم الاسم ، وبالفتح المصدر( {[6975]} ) .

قوله : ( وَعَسَى أَن/تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ) [ 214 ] .

معناه : إن كرهتم القتال فهو خير لكم ، لأن فيه الظفر والغنيمة والشهادة( {[6976]} ) .

( وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ) [ 214 ] .

أي إنكم إن تحبوا( {[6977]} ) القعود عن الجهاد فهو( {[6978]} ) شر لكم لأنكم تحرمون الظفر والغنيمة و[ الأجر . أو ]( {[6979]} )الشهادة .

( وَاللَّهُ يَعْلَمُ ) : أي يعلم ما هو خير لكم ممّا هو شر لكم ، فلا تكرهوا ما كتب عليكم من جهاد عدوكم فإنكم لا تعلمون( {[6980]} ) .


[6958]:- انظر: الإيضاح لناسخ القرآن 138، وتفسير القرطبي 3/38.
[6959]:- النساء آية 94.
[6960]:- انظر: تفسير القرطبي 3/38، والدر المنثور 1/586.
[6961]:- سقط من ع2، ق.
[6962]:- في ق: الصلح.
[6963]:- التوبة آية 123.
[6964]:- انظر: الإيضاح لناسخ القرآن 139، ونواسخ القرآن 80.
[6965]:- انظر: الإيضاح لناسخ القرآن 139.
[6966]:- سقط من ق.
[6967]:- انظر: جامع البيان 4/295، والمحرر الوجيز 2/158، وتفسير القرطبي 3/38.
[6968]:- في ع3: بالضم، وهو خطأ.
[6969]:- ف ق: فلما، وهو تحريف.
[6970]:- سقط من ع2، ق. وانظر هذا الشرح في مفردات الراغب 446، وقد عزاه ابن منظور في اللسان (3/250) إلى الفراء.
[6971]:- في ق: معاد، وهو معاذ بن مسلم الهراء الكوفي، أبو مسلم، نحوي، شاعر، صنف في النحو كثيراً ولم يظهر له شيء من التصانيف (ت187هـ). انظر: وفيات الأعيان 5/218، وبغية الوعاة 393-394.
[6972]:- انظر: جامع البيان 4/298.
[6973]:- انظر: معاني الأخفش 1/171، ومفردات الراغب 446، واللسان 3/250.
[6974]:- في ع2: للكره.
[6975]:- انظر: معاني الأخفش 1/171، وجامع البيان 4/298.
[6976]:- انظر: هذا التوجيه في تفسير القرطبي 3/39، وهو معنى قول السدي في جامع البيان 4/298.
[6977]:- في ق: يحبوا، وهو تصحيف.
[6978]:- في ع3: وهو.
[6979]:- في ع2، ق، ع3: الأجزاء، وهو تحريف.
[6980]:- انظر هذا التأويل في جامع البيان 4/299.