{ يا أَيُّهَا الذين آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صدقاتكم بالمن والأذى } فالله تعالى أمر عباده برأفته أن لا يمنوا بصدقاتهم ، لكي لا يذهب أجرهم ، ثم ضرب لذلك مثلاً فقال تعالى : { كالذي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء الناس وَلاَ يُؤْمِنُ بالله واليوم الآخر } .
يعني المشرك إذا تصدق ، فأبطل الشرك صدقته ، كما أبطل المن والأذى صدقة المؤمن ، ثم ضرب لهما مثلاً جميعاً لصدقة المؤمن الذي يمن وبصدقة المشرك . فقال تعالى : { فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ } .
قال القتبي : الصفوان الحجر الذي لا ينبت عليه شيء ، يعني كمثل حجر صلب عليه تراب . { فَأَصَابَهُ وَابِلٌ } يعني المطر الشديد { فَتَرَكَهُ صَلْدًا } يعني المطر ترك الصفا نقياً أجرد أملس ليس عليه شيء من تراب فكذلك نفقة صاحب الرياء ، ونفقة المشرك لم يبق لهما ثواب .
ثم قال تعالى : { لاَّ يَقْدِرُونَ على شَيْء مّمَّا كَسَبُواْ } والله لا يهدي القوم الكافرين . أي لا يجدون للصدقة ثواباً في الآخرة ، وهذا كما قال في آية أخرى : و { مَّثَلُ الذين كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشتدت بِهِ الريح فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ على شَيءٍ ذلك هُوَ الضلال البعيد } [ إبراهيم : 18 ] . { والله لاَ يَهْدِي القوم الكافرين } يعني لا يرشدهم إلى الإسلام والإخلاص ، ولا يوفقهم الله بل يخذلهم مجازاة لكفرهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.