بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَكُمۡ لَا تَسۡفِكُونَ دِمَآءَكُمۡ وَلَا تُخۡرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ ثُمَّ أَقۡرَرۡتُمۡ وَأَنتُمۡ تَشۡهَدُونَ} (84)

ثم قال عز وجل : { وَإِذْ أَخَذْنَا ميثاقكم } ، أي إقراركم { لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ } ، أي بأن لا تسفكوا دماءكم ، يعني لا يهرق بعضكم دماء بعض ، { وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُمْ } ، أي لا يخرج بعضكم بعضاً { مّن دياركم } . فجملة ما أخذ عليهم من الميثاق أَلا يعبدوا إلا الله وبالوالدين إحساناً وذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ، ويقولوا للناس حسناً ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ولا يسفكوا دماءهم ، ولا يخرج بعضهم بعضاً من ديارهم وأن يفادوا أسراهم . فذكر المفاداة بعد هذا حيث قال تعالى : { وَإِن يَأْتُوكُمْ أسارى تفادوهم } على وجه التقديم والتأخير . { ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ } ، يعني بني قريظة والنضير ، يعني أقررتم بهذا كله ، وأنتم تشهدون أن هذا في التوارة ، فنقضوا العهد فعيّرهم الله تعالى بذلك حيث قال تعالى : { ثُمَّ أَنتُمْ هؤلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ }