بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{۞وَأَقۡسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَيۡمَٰنِهِمۡ لَئِنۡ أَمَرۡتَهُمۡ لَيَخۡرُجُنَّۖ قُل لَّا تُقۡسِمُواْۖ طَاعَةٞ مَّعۡرُوفَةٌۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ} (53)

وروي عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : { وَمَن يُطِعِ الله وَرَسُولَهُ } فيوحده ، ورسوله فيصدقه بالرسالة ، ويخشَ الله فيما مضى من ذنوبه ، ويتقه فيما بقي من عمره ، فأولئك هم الفائزون ، يعني : الناجون من العذاب آمنون عند سكرات الموت . قال : فلما نزلت هذه الآية أقبل ، عثمان إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم وقال : يا رسول الله إن شئت لأخرجن من أرضي ولأدفعنها إليه ، وحلف على ذلك ، فمدحه الله عز وجل بذلك فقال عز وجل : { وَأَقْسَمُواْ بالله جَهْدَ أيمانهم } يعني : حلفوا بالله ، وإذا حلفوا بالله كان ذلك جهد اليمين . { لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ } من الأموال . قال الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم : { قُل لاَّ تُقْسِمُواْ } أي لا تحلفوا { طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ } يعني : هذه منكم طاعة معروفة ، لا طاعة نفاق ، فكأن فيه مضمراً ، لأن بعض الناس منافقون ، فأخبر أن هذه طاعة ليس فيها نفاق .

ثم قال : { إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } يعني : في السر والعلانية