بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{بَلِ ٱدَّـٰرَكَ عِلۡمُهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِۚ بَلۡ هُمۡ فِي شَكّٖ مِّنۡهَاۖ بَلۡ هُم مِّنۡهَا عَمُونَ} (66)

قوله عز وجل : { بَلِ ادرك عِلْمُهُمْ فِى الآخرة } قرأ ابن كثير وأبو عمرو { بل ادرك } .

قرأ الباقون { أَدْرَاكَ } بالألف ، فمن قرأ أدرك ، فمعناه أدرك علمهم علم الآخرة .

وروي عن السدي قال : اجتمع علمهم يوم القيامة ، فلم يشكوا ، ولم يختلفوا ويقال : معناه علموا في الآخرة أن الذين كانوا يوعدون حق ، ولا ينفعهم ذلك . ومن قرأ { أَدْرَاكَ علمهم } فأصله تدارك فأدغم التاء في الدال ، وشددت وأدخلت ألف الوصل ، ليسلم السكون للدال ، ومعناه تتابع علمهم ، أي حكمهم على الآخرة ، واستعمالهم الظنون في علم الآخرة ، فهم يقولون تارة : إنها تكون ، وتارة لا تكون الساعة .

ويقال : معناه تدارك ، أي تكامل علمهم يوم القيامة بأنهم يبعثون ، ويشاهدون ما وعدوا { بَلْ هُمْ فِى شَكّ مّنْهَا } أي : من قيام الساعة في الدنيا { بَلْ هُم مّنْهَا عَمُونَ } يعني : يتعامون عن قيامها . ويقال : بل هم منها عمون ، أي من علمها جاهلون .

وروي عن ابن عباس أنه كان يقرأ ، { بَلِ *** أَدْرَاكَ } وهذه القراءة أشد إيضاحاً ، للمعنى الذي ذكرناه .